للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمة بالقبول، ويرتقي إلى درجة الحسن، باجتماع طرقه، وبالمتابعات التي تعضده، وبالآثار الصحيحة؛ لأنّ مثل هذا الكلام لا يقال من قبيل الرأي.

ومن تلقي الأمة لهذا المتن النبوي الشريف بالقبول العمل به من فقهاء الأمصار، وعامة الأمة في كل العصور، وعلى مدار الوقت دون انقطاع عن ذلك في ليل أونهار، وهوما يجعل مسألة الإجماع واردة الوقوع في هذا، والأمة كما تعلم لا تجتمع على ضلالة.

ومن توثيق علمائنا لحديث تحسَّنت طرقه فاحتضنوه، أنهم جرَّبوا العمل به كما نقلتُ لك عن السندي في الحاشية فوجدوه كما دلَّ عليه لفظه. ومن هؤلاء ترجمان القرآن وحبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي كان إذا شرب قال: اللهم! إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء (١).

ومنهم الإمام الأعظم أبوحنيفة النعمان، الذي شرب ماء زمزم على نية أن يوفقه ربه ليتقدم علماء زمانه في الفقه، فكان كذلك.


(١) جاء في الموسوعة الحديثية على مسند الإمام أحمد: وقد رُوي عن ابن عباس: "أنه كان إذا شرب من زمزم قال: .. ". أخرجه عبد الرزاق (٩١١٢) عن سفيان الثوري، عمن يذكر أن ابن عباس ... ، وأخرجه الدارقطني (٢/ ٢٨٨) من طريق حفص بن عمر العدني، عن الحكم بن عتيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، وحفص ضعيف. وأخرجه الحاكم ١/ ٤٧٣ بإثر رواية الجارودي، و .... ج ٢٣ ص ١٤١.

<<  <   >  >>