للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية؛ لأن الغرب، وشرائح من أتباعه ومقلّديه، لم يعد يؤمن بالغيب، بسبب سيطرة الرؤية المادية على الحياة هناك! بيد أن هذا الرجل الغربي نفسه كثيراً ما يسجد لله رب العالمين، وينطق بالشهادة طَلْقاً بها لسانه، أمارةً على إيمان جديد بالله والغيب، وذلك عندما تطالعه آية قرآنية ناطقة، أوحديث نبوي شريف، في إثبات حقيقة علمية وصل إليها العلم الحديث بعد رحلة طويلة شاقة جُنّدت فيها كل إمكانيات العصر وعلومه المتطورة الضخمة، فإذا ما خرج علماؤه فرحين بسبق علمي حققوه فاجأهم الإسلام بالتصريح بذلك قبل ألف وأربعمائة عام في زمن كانت الوسائل العلمية فيه بدائية جداً، لكن زمن الوحي مع ذلك كان الأسبق إلى هذا السبق العلمي الذي يتفاخر به جهابذة المتخصصين فيه. فهل يسعُ الموضوعي منهم حينئذ إلّا أن يرى فيها دلالة كافية على أن دين الله الإسلام ليس منتجاً بشرياً صاغته أيدٍ متمرسة ثم نسبته إلى السماء وإنما هو خطاب إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود إلى ما فيه الخير في الحال، والفلاح في المآل، وأنّ يد البشر أعجز وأضعف من أن تصيغ في جزيرة

<<  <   >  >>