للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البداوة، ما يعد فتحاً في عصر العلوم ووسائلها؟

أمام هذه اللوحة المتماسكة تتوارى الشكوك حول الإسلام والوحي والرسالة خلف قاعدة اليقين التي تحكيها إعجازات الكتاب والسنة، بما يفصح بجلاء عن صلاحية دين السماء هذا لكل زمان ومكان.

هذا ما تكرر ويتكرر يومياً (١)، وهوالشيء الذي بالإمكان أن تتضاعف نسبته بشكل ملحوظ فيما لوأحسنّا تقديم ديننا الإسلامي لغيرنا تعريفاً وسلوكاً في عصرٍ يعلم كل مطلع حر أن المسلمين يملكون فيه المادة الأفضل لفكر إنساني خلّاق يقيم حضارة الاستقرار والطمأنينة والرخاء لبني البشر على دعائم قرآنية متوازنة تأخذ بالغيب وتتعامل مع قوانين المادة، تؤمن بالروح ولا تغفل حاجات الجسد. لكنّ الخلل الحقيقي هومن نصيب شرائح واسعة من المسوّقين للدين الإسلامي وشرائعه من الدعاة والشيوخ والعلماء الذين يعانون من جهلٍ واضح بوسائل العرض والنشر والتعريف، ومن تراجع في مضمار الإخلاص لله، واعتماد على توفيقه في وظيفة دينية لا تقوم إلّا بالارتكاز على العون الإلهي للعبد في مهمته.

وفي مقابل هذا فإن الغرب الذي يملك أسوأ منتج في عصرنا على صعيد الحضارة الإنسانية ونظريات تحقيق السعادة والرخاء والأمن لبني الإنسان (٢)، حين لم يجرَّ على


(١) على سبيل المثال هناك الآلاف في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يعتنقون الإسلام سنوياً، رغم غفلة كثير من المسلمين عن جوهر الإسلام الحنيف، وجهل شرائح منهم لعظمة هذا الدين. ثم هناك ١٣ % من مسلمي العالم هم من العرب فقط. هذا يعني أن ثمة إساءة متعمدة للإسلام اليوم تصوّر المسلمين جميعاً من العرب.
(٢) لا أقصد المستوى الصناعي، فهذا لهم فيه موقع الصدارة، لكن حتى الإنجازات الصناعية بمقدار ما حققت للناس ألوان الرفاهية اليومية، بمقدار ما جرَّت على الإنسانية ويلات الهلاك، سواء على صورة حروب مدمرة، أوعلى هيئة فساد بيئي على مستوى البر والبحر والجووالغابات و ... ثم إن تمكنهم منها مع فراغ بيئتهم من المرتكزات الحضارية جعل العالم اليوم يقوم على سيد قوي وضعيف مستعبد وبعد أن أُلغي نظام الرق على مستوى العالم بالنسبة للأفراد حضر بقوة على مستوى الأمم والشعوب! .

<<  <   >  >>