للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البشرية إلّا مزيداً من الخراب والدمار والإرهاب والتناقض النفسي والفكري والاجتماعي، وهوما جسدته حروب عالمية قامت بين الغربيين أنفسهم، وحروب صليبية جشعة قامت من قبلهم نحوبلاد الرافدين ومصر والشام، والمغرب، وغيرها من بلاد الإسلام، وما زالت فصولها تتوالى. الشئ الذي يمتاز به الغرب عن مجتمعاتنا الإسلامية هوامتلاكه لمسوّقين متخصصين من الطراز الأول، ذوي خبرة وكفاءة وقدرة على تلميع المنتج، وجذب الآخر إليه، وجَعْله يتبناه حتى ولولم يكن بداية من اهتماماته، وفي طور اللامبالاة.

بئر زمزم من الآيات البيّنات التي لا تزال باقية منذ قرابة خمسة آلاف سنة. ومن يدري فلعلها أقدم من ذلك. وهي اليوم تُفيض أكثر من ستين ألف ليتر في الساعة (١) ويشرب منها عشرات الآلاف في الثانية الواحدة، وأحياناً الملايين وتحمل إلى الموحدين وغيرهم في أنحاء الأرض، ضمن سنة منقولة عن السلف الصالح (٢).


(١) نقلاً عن الباحث العلمي الإسلامي زغلول النجار في برنامج بلا حدود في بث قناة الجزيرة الفضائية.
(٢) روى الإمام الترمذي في سننه برقم (٩٦٣) عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماءزمزم وتخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحمله. قال أبوعيسى الترمذي: هذا حديث حسن. وفي رواية للفاكهي في أخبار مكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمله في الأداوي والقِرَب، وكان يصبّه على المرضى ويسقيهم، لا بل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعجل في طلب ماء زمزم من مكة، لئلا ينقطع عنه هذا الماء المبارك فقد روى الأزرقي والفاكهي كل في كتابه في تاريخ مكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى سُهَيْل بن عمرو - رضي الله عنه -: إن جاءك كتابي هذا ليلاً فلا تصبحنّ، وإن جاءك نهاراً فلا تمسينّ حتى تبعث إليَّ بماء زمزم، فملأ له مَزَادَتين، وبعث بهما على بعير"، لذلك نص على استحباب نقله من مكة، وحمله والتزود منه فقهاء المذاهب الإسلامية باستثناء الحنبلية فقد نصوا على عدم كراهة نقله، دون أن يصرّحوا بالاستحباب وعلى هذا سارت سنة السلف الصالح من الحسن إلى الحسين إلى عطاء إلى كعب الأحبار وغيرهم فكلهم حملوه معهم إلى بلادهم. اُنظر فضل ماء زمزم للباحث سائد السمان، في الفصل الثالث ص ٢٢٥ - ٢٢٨.

<<  <   >  >>