(٢) روى الإمام الترمذي في سننه برقم (٩٦٣) عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تحمل من ماءزمزم وتخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحمله. قال أبوعيسى الترمذي: هذا حديث حسن. وفي رواية للفاكهي في أخبار مكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمله في الأداوي والقِرَب، وكان يصبّه على المرضى ويسقيهم، لا بل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعجل في طلب ماء زمزم من مكة، لئلا ينقطع عنه هذا الماء المبارك فقد روى الأزرقي والفاكهي كل في كتابه في تاريخ مكة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى سُهَيْل بن عمرو - رضي الله عنه -: إن جاءك كتابي هذا ليلاً فلا تصبحنّ، وإن جاءك نهاراً فلا تمسينّ حتى تبعث إليَّ بماء زمزم، فملأ له مَزَادَتين، وبعث بهما على بعير"، لذلك نص على استحباب نقله من مكة، وحمله والتزود منه فقهاء المذاهب الإسلامية باستثناء الحنبلية فقد نصوا على عدم كراهة نقله، دون أن يصرّحوا بالاستحباب وعلى هذا سارت سنة السلف الصالح من الحسن إلى الحسين إلى عطاء إلى كعب الأحبار وغيرهم فكلهم حملوه معهم إلى بلادهم. اُنظر فضل ماء زمزم للباحث سائد السمان، في الفصل الثالث ص ٢٢٥ - ٢٢٨.