للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهي تصلُ إلى ستة عشر اسماً من أبرزها: مكة، وبكّة، والبلد، والبلدة، وأُمُّ القرى، والبلدُ الأمين، وحرمٌ آمن، وواد غير ذي زرع، ومعاد، وقرية، والمسجد الحرام؛ وأُمُّ رُحم؛ لأنَّ الناس يتراحمون ويتواصلون فيها، وصَلاحُ سميت بذلك لأمنها، والمقدّسة والقادسة من التقديس وهو التطهير، وقد وردت بهذه الأسماء آياتٌ من كتاب الله العزيز، منها قوله تعالى في مكة: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: ٢٤]، وفي معنى مكة يقول الإمام الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط: "ومَكّهُ أهْلَكهُ، ونَقَصَهُ، ومنه مكة للبلد الحرام أو للحرم كلّه؛ لأنها تَنْقُصُ الذنوب أو تُفنيها أو تُهلِكَ من ظلمَ فيها".

ومنها قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: ٩٦].

وفي معنى "بكه" قال الإمام الفيروزآبادي: "بكَّه أخَرَقه وفرَّقه، وفسخه ... وعنقه دقَّها، ومنه بكَّه لمكَّة، أو لما بين جبلها أوْ للمطاف لدقها أعناق الجبابرة، أو لازدحام الناس بها .. وتباكَّ تراكم، والقوم ازدحموا ... ".

ومنها قوله تعالى في أم القرى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الأنعام: ٩٢]، والعرب تسمي كلَّ أمرٍ جامع أُمّا، لذلك فإنَّ مكة هي أم القرى؛ لأن غيرها تبع لها؛ ولأنها تتقدم على غيرها، ومنه تسمّى راية الحرب أمّاً لتقدمها واتباع الجيش لها.

<<  <   >  >>