كما يطلق على الكعبة وما حولها قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[الإسراء: ١] ومن الثابت أنه أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد بيوتات مكة.
كما تظهر حرمة الحرم المكي بما رواه الإمام النَّسائي في سننه والترمذي في كتابه المناقب عن عبد الله بن عديِّ بن الحمراء - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو واقفٌ على راحلته يخاطب مكة:"واللهِ إنك لخيرُ أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجتُ منك ما خرجت"(١).
ومن فضل البيت أن الصلاة تتضاعف في حدود الحرم بما لا مثيل له في أيِّ بقعة أُخرى على الإطلاق، فقد صحّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله:"صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام، وصلاةٌ في المسجد الحرام أفضلُ من مائة صلاةٍ في هذا" رواه أحمد وزاد ابنُ خزيمة: "يعني مسجد المدينة"، وفي لفظ البزّار "إلا المسجد الحرام فإنه يزيدُ عليه مائة"، وفي رواية:"صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من ألف صلاة في غيره إلّا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام تعدلُ مائة ألف صلاة" قال ابنُ عبد البر: حديث صحيح.
وروى أحمد والبزار وابنُ حبان في صحيحه من حديث حماد بن زيد وغيره عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاةٌ في مسجدي أفضل من ألف صلاة من غيره من المساجد إلّا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة ألف
(١) قال الترمذي: حديث حسن صحيح، كما أخرجه الطبراني في سننه الكبرى، وابن حبان في صحيحه.