للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلاة" قال الإمام العلامة ابن حجر الهيتمي في حاشيته على شرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي: "لا جرم صححه ابن عبد البر وقال: إنه الحجة عند التنازع وأنه نص في موضع الخلاف قاطع عند من ألهم رشده ولم تملْ به عصبية" (١).

هذه الأحاديث وإن كانت في المسجد الحرام إلّا أن مكة يطلق عليها جميعاً لفظ المسجد الحرام بدليل قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: ١٩٦]، وقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: ١]، ومن الثابت أنه أُسري برسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من أحد بيوتات مكة.

لا بل إن ربنا جلَّ وعلا أطلق لفظ الكعبة وأراد مكة في قوله: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: ٩٥] ..

لذلك فإنّ مكة يتضاعف فيها ثواب الصلوات وسائر الطاعات، وهو الراجحُ كما نصّ عليه الإمام الماوردي من فقهاء الشافعية وتبعه الإمام النووي في أن مضاعفة الحسنات لا تخص المسجد الحرام وإنما تعمّ جميع الحرم وهو ما صرح به أيضاً الإمام ابن حجر الهيتمي الذي قال: "قد مرَّ لك أن هذا ظاهر في ترجيح القول بأنّ المضاعفة تعم جميع الحرم وهو ما أفهمه الزركشيّ" (٢).

هذا القول هو الصحيح، والأدلة تعضده، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ


(١) حاشية العلامة الإمام ابن حجر الهيتمي ص ٤٣١.
(٢) حاشية العلامة الإمام ابن حجر الهيتمي ص ٤٦٤.

<<  <   >  >>