(٢) هُوَ أَبُوْ سَعِيْد عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ إِبْرَاهِيْم بْنِ عَمْرو الدِّمَشْقِيّ، المُلَقَّب دُحَيْم، أَحَدُ أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن الكِبَار (١٧٠ - ٢٤٥ هـ)، ذَكَرَ أَبُوْ حَاتِم الرَّازِي أَنَّ أَهْلَ طَبَرِيَّة أَتَوْهُ لِيُحَدِّثَهُم، قَالَ: فَأَبَيْتُ عَلَيْهِم، وَقُلْتُ: بَلْدَةٌ يَكُوْنُ فِيْهَا مِثْلُ أَبِي سَعِيْد دُحَيْم القَاضِي أُحَدِّثُ أَنَا بِهَا؟ ! بَلْ هَذَا غَيْرُ جَائِزٍ! ". "الجَرْح وَالتَّعْدِيْل" (٥/ ٢١١)، وَقَالَ أَبُوْ دَاوُد: "حُجَّةٌ لَم يَكُنْ بِدِمَشْق فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ".وَقَالَ الخَلِيْلِي فِي "الإِرْشَاد" (١/ ٤٥٠): "أَحَدُ حُفَّاظ الأُمَّة، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي تَعْدِيْل شُيُوْخ الشَّام وَجَرْحِهِم". وَنَقَلَ كَلامَهُ فِي الرُّوَاةِ ابْنُ أَبِي حَاتِم فِي كِتَابِهِ "الجَرْحِ وَالتَعْدِيْل"، الَّذِي يَقُوْلُ فِي مُقَدِّمَتِهِ (١/ ٣٨): "وَقَصْدُنَا بِحِكَايَتِنَا الجَرْح وَالتَّعْدِيْل فِي كِتَابِنَا هُنَا إِلَى العَارِفِيْن بِهِ العَالمِيْن لَهُ مُتَأَخِّرًا بَعْدَ مُتَقَدِّم، إِلَى أَنْ انْتَهَتْ بِنَا الحِكَايَة إِلَى أَبِي، وَأَبِي زُرْعَة رَحِمَهُمَا اللهُ، وَلَمْ نَحْكِ عَنْ قَوْمٍ قَدْ تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ؛ لِقِلّةِ مَعْرِفَتِهِمْ بِهِ، وَنَسَبْنَا كُلَّ حِكَايَة إِلَى حَاكِيْهَا، وَالجَوَاب إِلَى صَاحِبِهِ". وَذَكَرَهُ الذَّهَبِي فِي رِسَالَتِهِ" ذِكْرُ مَنْ يُعْتَمَدُ قَولهُ فِي الجَرْح وَالتَّعْدِيْل" (ص: ١٨٧) فِي الطَّبَقَةِ الثَّالِثَة. وَتَرْجَمَهُ فِي "تَذْكِرَة الحُفَّاظ" (١/ ٤٨٠) الَّتِي يَقُوْلُ فِي دِيْبَاجَتِهَا: "هَذِهِ تَذْكِرَةٌ بأَسْمَاء مُعَدِّلِي حَمَلَة العِلْم النَّبَوِي، وَمَنْ يُرْجَعُ إِلَى اجْتِهَادِهِم فِي التَّوْثِيْقِ وَالتَّضْعِيْفِ، وَالتَّصْحِيْحِ وَالتَّزْيِيْف".وَقَالَ عِنْدَ ذِكْرِهِ لَهُ فِيْهَا: "الحَافِظُ، الفَقِيْهُ الكَبِيْرُ، مُحَدِّثُ الشَّام، كَانَ مِنَ الأَئِمَّة المُتْقِنِيْن لِهَذَا =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute