المسمون بأسماء السباع قال أبو محمد " حيدرة الأسد ". ابن الأعرابي الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس وسمى بذلك لغلظ عنقه وقوة ساعده ومنه غلام حادرٌ إذا كان ممتلئ البدن شديد البطش والياء زائدة وقال أبو زيد الحيدرة الهلكة يقال رماه الله بالحيدرة أي بالهلكة. وأنشد أبو محمد لعلي رضي الله عنه ولم يختلف الرواة أن هذه الأبيات لعلي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... رئبال آجام شديد القصره
أكيلكم بالصاع كيل السندره الرئبال ها هنا الأسد وقد يوصف به الذئب واللص والآجام جمع أجمة وهو موضع القصب. والقصرة أصل العنق. والسندرة مكيال كبير. وخص الأم بالتسمية لأن أبا طالب غاب عن مولده فسمته أمه بذلك فلما رجع سماه عليا. وقوله " هيصم الأسد " أخذ من الهصم وهو الكسر يقال هصمه وهزمه إذا كسره وهو الهصمصم أيضا وقال الأصمعي الهيصم الغليظ الشديد. وقوله " نهشل الذئب " قيل إنه مأخوذ من النهش واللام زائدة وقال ابن الأعرابي نهشل إذا عضّ إنسانا تجمشا ونهشل إذا أكل أكل الجائع. وقوله " كلثوم الفيل " سمي بذلك لاستدارة وجهه والكلثمة استدارة الوجه مع كثرة اللحم.
المسمون بأسماء الهوام قال أبو محمد " شبت دابة تكون في الرمل " وأنشد لساعدة بن جؤية بيتا قبله:
فلم ينتبه حتى أحاط بظهره ... حسابٌ سربٌ كالجراد يسوم
فورّك لينا لا يثمثم نصله ... إذا صاب أوساط العظام صميم
ترى أثره في صفحتيه كأنه ... مدارج شبثانٍ لهن هميم
الهاء في ينتبه تعود إلى ولد امرأة شبه وجده بها في قوله:
وما وجدت وجدي بها أمّ واحد ... على الناي شمطاء القذال عقيم
لم ينتبه لم يشعر وأحاط بظهره أتاه من ورائه. سرب قطيع رجال هاهنا.