للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمّة العقرب وإنما الحمة السم. فهذه السبعة أنواء الربيع.

والربع الثاني الصيف وأول أنوائه النعائم وهي ثمانية كواكب زهر مضيئة أربعة منها في المجرة وتسمى الواردة وأربعة خارجةٌ منها تسمى الصادرة وسميت النعايم تشبيها بالخشبات التي تكون على البئر أربعٌ كذا وأربعٌ كذا أي كهيئة الخشب الذي على البئر تعلق فيه البكرة والدلاء. والثاني من أنواء الصيف البلدة ليست بكوكب وإنما هي فرجة بين النعايم وسعد الذابح خالية من النجوم ينزل بها القمر فعدت مع النجوم التي هي منازل القمر وإنما سيمت البلدة تشبيها بالفرجة بين الحاجبين الذين هما غير مقرونين يقال رجل أبلدٌ إذا كان مفترق الحاجبين. والثالث سعد الذابح وهو كوكبان صغيران أحدهما موتفع في الشمال والآخر هابط في الجنوب مع الشمالي وهو الأعلى منهما كوكب صغير يقال أن ذلك الكوكب شاته التي تذبح وبين الكوكبين قدر ذراع في مرآة العين وهو من نحوس المنازل. والرابع سعد بلع وهو كوكبان صغيران مستويان في المجري وسمى بلع لأن الذابح معه كوكب بمنزلة شاته وهذا لا كوكب معه كأنه قد بلع شاته وقيل سمى بلع لأن بين الكوكبين قدر زراع برأي العين فصورته صورة فم مفتوح ليبلع وهو غير مصروف لأنه معدول عن بالع كعمر معدول عن عامر وسعد مضاف إلى بلع وقيل سمى بلع لأنه طلع حين قال الله تعالى " يا أرض أبلعي ماءك " وسعد السعود ثلاثة كواكب أحدهما أنور من الآخرين سمى سعد السعود لأن طلوعه يقع عند انكسار الحر وابتداء الأمطار ورعى الماشية وهو وقت ابتداء ما به يعيش الناس وسائر الحيوان من النبات والزرع واستكمال بلوغه وسعد الأخبية كوكبان عن شمال الخباء والأخبية أربعة كواكب واحد منها في وسطها يسمى الخباء لأنه على صورة الخباء وقيل سمى سعد الأخبية لأنه إذا طلع خرجت حشرات الأرض وهوامها من حجرتها جعلها لها كالأخبية. وفرغ الدلو الأعلى وبعضهم يسميه عرقوة الدلو العليا وهما كوكبان أزهران مفتوقان سميا عرقوةً تشبيهاً بعراقي الدلو وسيما فرغا لأن فيهما تأتي الأمطار الكثيرة وقيل سميا بذلك لأنهما على صورة صليب الدلو.

الربع الثالث الخريف وأول أنوائه فرغ الدلو الأسفل ويقال عرقوة الدلو

<<  <   >  >>