ويسمى هذا النوء أيضاً نوء الأسد. والزّبرة كوكبان نيران سميا بذلك لأنهما موضع زبرة الأسد وهو موضع الشعر الذي بين كتفيه ويقال لهما الخراتان من الخرت وهو الثقب كأنهما ينخرتان إلى جوف الأسد أي ينفذان إليها وقال بعضهم إنمكا سميا الخراتين لأنهما في عجز الأسد وهذا غلط لأن رأى العين تدركهما في موضع زبرة الأسد. الصّرفة كوكب أزهر عنده كواكب طمس سميت بذلك لإنصراف البرد بسقوطه.
ومن الناس من يجعل الربع الأول ابتداؤه لثلاثة وعشرين تمكضي من أيلول وعند ذلك يستوي الليل والنهار وهو نوء فرغ الدلو الأسفل.
" ذكر كل نجم ورقيب " الشرطان رقيبه الغفر البطين رقيبه الزباني الثريا رقيبها الأكليل الدبران رقيبه القلب الهقعة رقيبها الشولة الهنعة رقيبها النعايم والذراع رقيبها البلدة النثرة رقيبها سعد الذابح الطرف رقيبه سعد بلع ورقيب الجبهة سعد السعود ورقيب الخراتين سعد الأخبية ورقيب الصرفة عرقوة الدلو العليا وبعضهم يسميه فرع الدلو الأعلى ورقيب العواء عرقوة لدلو السفلى ورقيب السماك الحوت.
وقوله وثلاثة النفل إنما سميت نفلا لأن الغزر كانت الأصل وصارت زيادة النفل زيادة على الأصل وقيل لأن القمر يزيد فيها مشتق من النفل وهو الزيادة والعطية ويوضع موضع قوله ثلاثة ظلم ثلاثة خنس لأن القمر يخنس فيها أي يتأخر طلوعه وقيل فيها أيضاً نحس لأن القمر ينحس فيها أي يمحق وأما الدّأدئ فهو مأخوذ من الدّأداة من عدو البعير وهو أن يقدم يده ثم يتبعها الأخرى سريعا ففي هذه الثلاث النفل مكث القمر حتى تكون غيبوبته تقرب من طلوعه جداكما يسرع اتباع يد البعير يده التي يقدمها.
قال أبو محمد وكل من أتاك ليلا فقد طرقك وأنشد لهند ابنة عتبة:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق قالت هذه الأبيات يوم أحد تحضض قريشاً على القتال أرادت نحن بنات