ذي الشرف في الناس كأنه النجم في علّو قدره والنمارق جمع نمرقة وهي الوسادة والوامق المحب. وقوله إياه الشمس ضوءها إياة وزنها فعلةٌ وأصله إيوة ويقال أياء الشمس بغير مفتوح ممدود وإياً بكسر الهمزة وبغير تاء مقصورٌ كل ذلك جائزٌ.
وقوله " الرياح أربع الشمال وهي تأتي من ناحية الشام " صفة في الأصل وليس باسم وكذلك الجنوب وسميت شمالاً لأنها تهبّ عن شمال الكعبة وسميت الجنوب جنوباً لأنها تهب من الجانب الآخر وهو يمين الكعبة وبذلك سمى اليمن والشأم وسميت القبول قبولاً لأنها تهب من قبل الكعبة والقبول هي الصبا وسميت الدبور دبورا لأنها تهب من دبر الكعبة وفي الشمال سبع لغات يقال شمالٌ وشمألٌ وشأملٌ وشمولٌ وشيملٌ وشملٌ وشملٌ والفعل من هذه الرياح الأربع فعلت بغير ألفٍ شملت وجنبت وصبت وقبلت. وقوله ودراريّ النجوم عظامها الواحد درّي إنما نسب إلى الدوران كان الكوكب أكثر ضوءاً من الدّرّ لأنه يفضل الكواكب بضيائه كما يفل الدر سائر الحب ودّري بمعناه وكسر أوله حملا على وسطه وآخره لأنه يثقل عليهم ضمة بعدها كسرة وياءان كما قالوا للكرسي كرسي والسها وزنه فعل من السهو وقولهم أربها السها وتريني القمر هذه امرأة يكلمها رجل بما خفي وغمض من الكلام وكانت تكلمه بما ظهر ووضح فجعل السها مثلا لكلامه له لأنه خفيٌّ وجعل القمر مثلا لكلامها لأنه واضح بيّنٌ وهذا المثل لابن الغز وكان عظيم الذكر فكان إذا واقع امرأة ذهب عقلها فأنكرت امرأة ذلك فقالت سأجرب فلما واقعها قال أترين السها قالت ها هو ذا وأشارت إلى القمر فضحك وقال أريها السها وتريني القمر فلما كان أيام الحجاج شكي إليه خراب السواد فحرم لحوم البقر ليكثر الحرث فقال بعض الشعراء:
شكونا إليه خراب السواد ... فحرم فينا لحوم البقر
فكان كما قيل في بعده ... أريها السها وتريني القمر
ويقال للسّها الصيدق. والعيّوق نجم أحمر مضيء يتلو الثريا لا يتقدمها ووزنه فيعولٌ من عاق يعوق لأن العرب تزعم أن القمر رام المسير عليه فاعتاقه عن ذلك ولا يكون منزلا للقمر ويقال في المثل أبعد من العيّوق يراد من مجرى القمر لأنه يجري بالبعد منه.