للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو محمد " وسهيل كوكب أحمر منفرد عن الكواكب ولقربه من الأفق تراه أبداً يضطرب " وأنشد لجران العود بيتال قبله:

أبيت كأن العين أفنان سدرة ... عليها سقيطٌ من ندى الليل ينطف

أراقب لوحا من سهيل كأنه ... إذا ما بدا من آخر الليل يطرف

الأفنان الأغصان الواحد فنن والسقيط والجليد والضريب بمعنى واحد وينطف يقطر شبه سقوط الدمع من عينيه بأغصان سدرةٍ عليها جليد يقطر طول ليلة وأراقب أنظر ولوحاً أي ما يلوح منه وذلك أن سهيلا يطلع في آخر الليل فلا يمكث إلا قليلاً حتى يسقط فهو يطرف كما تطرف العين والمعنى أن الليل طال عليه فهو ينتظر الصبح.

وقال أبو محمد في الأوقات " وأيام العجوز عند العرب خمسة " قال ابن دريد أيام العجوز ليس من كلام العرب في الجاهلية إنما ولد في الإسلام وقال أبو علي الفارسي إنها من أيام العرب وإنما سميت بذلك لأنها آخر البرد واشتقاقه من العجز وذكر الشرقي بن القطامي ورجل من النّمر ابن قاسط قالا أصابت الناس سنة فلما تصرم الشتاء جزوا أغنامهم وإبلهم وقالوا لعجوزهم إلا تجزّين قالت حتى تصرم أيامنا هذه قال فأصابتهم قحلةٌ فقلبت الإبل وأقعصت الشاء فحزموا رأيها وسموا تلك الأيام أيام العجوز وهي الصنّ والصنّبر وأخوهما الوبر وآمر ومؤتمر ومخزي الشيخ في الكسر وملقم الأمة الجمر هذا قول الشرقيّ والنمريّ وقال أبو الشرقيّ بعد مؤتمر ومجفر الظعن ومخزي الشيخ في الكسر وقال غيرهم بعد مؤتمر مغلّلٍ ومطفئ الجمر وقال بعض الأعراب:

كسع الشتاء بسبعة غبر ... أيام ششهلتنا من الشهر

فإذا مضت أيام شهلتنا ... صن وصنّبر مع الوبر

وبآمر وأخيه مؤتمر ... ومعللل وبمطفئ الجمر

رجل الشتاء موليا هربا ... وأتتك وافدة من النجر

والنجر الحر ويروى لافحة يقال أصابني لفح من برد ولفح من حر وهي أربعة من آخر شباط وثلاثة من أول آذار

وقوله " والأيام المعدودات أيام التشريق " اختلف الناس في التشريق فقيل سميت بذلك لأنهم يشرقون اللحم في الشمس الشارقة وقيل سميت بذلك لأن

<<  <   >  >>