الأيام سبت وأسبت وسبوت " ويجوز السبات وسمي سبتا لأنهم كانوا يسبتون الأعمال فيه أي يقطعونها وقيل سمي سبتاً لانقطاع الأيام عنده. والأحد يجمع آحاداً على أقل العدد تقول أحد وثلاثة آحاد وأصله وحد فاستثقلوا الواو فأبدلوا منها الهمزة فإذا جزت إلى الكثرة قلت الأحود مثل أسود وأما الاثنان فلا تلحقها علامة التثنية لأن لفظهما لفظ التثنية ولا علامة الجمع على من قال الاثنين ولكن تقول مضى يوما الاثنين وأيام الاثنتين ولو قلت مضى الاثنانان جمعت بين إعرابين وقد حكيت مضى الاثنانان وهذا على من جعل الواحد اثنان وقد حكى عن بعض أسد مضت اثان كثيرة وحكى اثانين وهي ضعيفة. والثلاثاء يؤنث على اللفظ ويذكر على اليوم فيقال ثلاثة ثلاثا وات وثلاث ثلاثا وات وكذلك الأربعاء تقول أربعة أربعا وات وأربع أربعا وات وتجمع أربعاوي والخميس يجمع في أدنى العدد على أخمسةٍ كفقير واقفزة وأخماس أيضا فإذا جاوزت العشرة فهي الخمس والخمسان كالرغف والرغفان ويجمع على أخمساء كنصيب وانصباء ويقال وجمعةٌ ذهبوا بها إلى أنها صفة اليوم لأنه يجمع الناس كما يقال رجل همزة لمزة وروى عن أبي هريرة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لأي شيء سمي يوم الجمعة قال " لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له ".
وأما الشهور فإن المحرم سمي محرما لتحرميهم إياه وخصوه بهذا الاسم وإن كانوا يحرمون غيره لأنه أول السنة وأوقعوا الفرق فيما بعد ويجمع محرمات وإن شئت قلت محارم ومحاريم. وسمي صفر صفرا لأنه وقع بعد شهر حرام فانتشروا فيه للغارة فصفرت بيوتهم من الرجال والخير والصفر الخالي من كل شيء وقال أبو عبيدة سمي صفراً لأن العرب كانت
لها بلدة بالشام يقال لها الصفرية تمتار منها الطعام كل عام وقيل سمي صفراً لأنه كانت تصفر فيه الأشجار ويجمع أصفارا لما كان دون العشرة فإذا كثرت فهي الصفور والصفار. وشهرا ربيع سميا بذلك لطيب وقتهما والربيع عندهم الوقت الذي أنجم فيه البرد وظهرت الأنوار والزهر وقال أبو عبيدة وأيضا سمي ربيعا لارتباع القبائل فيه أي لمقامهم فيه ويجمع على أربعة وربع. وجماديان سميا بذلك لجمود الماء فيهما لأن الوقت الذي وضعوا فيه التسمية كان الماء جامدا فيه