واحدها شمالٌ " وأنشد لعبد يغوث بن وقاص الحارثي عجز بيت وقبله:
ألا لا تلوماني كفى اللوم مابيا ... فما لكما في اللوم خير ولاليا
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل وما لومي أخي من شماليا
كان عبد يغوث أسرته التيم تيم الرباب يوم الكلاب الآخر وشدوا لسانه خوفا من هجائه فلما أحسّ بالقتل سألهم يخلوا لسانه ويدعوه يذم أصحابه وينوح على نفسه وحلف ألآ يهجوهم ففعلوا فقال قصيدة أولها هذان البيتان والكلاب اسم ماء كانت عليه وقعتان فيقال الكلاب الأول والكلاب الثاني وألا لاستفتاح الكلام وقوله لا تلوماني نهى عاذليه عن لومه يقول ما نزل بي من الهم قد زاد على اللوم فإذا لمتماني بعد وقوع الحادثة لم يجد لومكما نفعا ولم تنفعا به والملامة بعد وقوع المكروه نفعها قليل فلا تلوماني على ترك الحزم والتأهب لوقوع الحادثة فإني لا ألومكما على تخاذلكما وتأخركما عني فليس أخلاقي لوم الإخوان وشمالي أخلاقي وأراد بالأخ الجماعة ويروى أخاً.
وقوله " سواسيةٌ " يقال للقوم إذا استووا في الشر سواسيةٌ وليس له واحد من لفظه ويروى عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال ما أشدّ ما هجا القائل وهو الفرزدق سواسيةٌ كأسنان الحمار وذلك أن أسنان الحمار مستوية وقال ذو الرمة:
وأمثل أخلاق امرئ القيس أنها ... صلاب على عضّ الهوان جلودها
لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها
ويقال ألآم سواسية وأرآد سواسية يقال هو لئمه ورئده أي مثله والجمع ألآم وأرآد. وقوله " الكمأة واحدها كمء " قال الجرمي سمعت يونس يقول هذا كمء كما ترى لواحدة الكمأة فيذكرونه فإذا أرادوا جمعه قالوا هذه كمأة قال أبو زيد قال منتجع كمء واحد وكمأة جمع قال أبو خيرة كماة للواحد وكمء للجميع فمرّ رؤبة بن العجاج فسألوه فقال كمء وكمأة كما قال منتجع.
ما يعرف واحده ويشكل جمعه قوله " وكذلك الجليّ وهو الأمر العظيم جمعها جلل " الصواب عند البصريين الجلل بالألف واللام وأجاز الكوفيون جلل. وقوله " ويقول في جمع