للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منازل. واللطيف يريد به الدقيق الفكر من الناس الذي يغوص على المعاني ويعني به المتفلسف والمنجم لدقة نظرهما ولطف فهمهما. وطالع الشيء إذا أشرف عليه ولم يستقص ويبالغ فيه وهو مما جاء من فاعل للواحد وطالع الوعل الماء إذا ورده مشرفا عليه. قال النمر بن تولب:

إذا شاء طالع مسجورة ... ترى حولها النبع والسأسما

المسجورة عين مملوءة والنبع شجر تعمل منه القسى والسأسم قيل شجر الآبنوس والتطلع التشوف وتقويم الكواكب حساب سيرها وحركاتها وهو مصدر قومته تقويما قال أبو زيد أقمت الشيء وقومته فقام بمعنى استقام قال والاستقامة اعتدال الشيء واستواؤه واستقام فلان بفلان أي مدحه وأثنى عليه. والكوكب النجم وهو مما جاءت فاؤه وعينه من موضع واحد كددن وهو اللعب ويقال كوكب وكوكبة كما قالوا بياض وبياضة وعجوز وعجوزة وكوكب الشيء أيضا معظمه وكوكب الروضة نورها وكوكب الحديد بريقه وتوقده وذهب القوم تحت كل كوكب إذا تفرقوا والقضاء يريد به أحكام النجوم ههنا وهمزة القضاء منقلبة من ياء وهو فعال من قضيت وأصله قضاى فقلبت الياء همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة والقضاء في اللغة على ضروب كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء وتمامه فمنها قوله تعالى " وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه " والقضاء الإعلام وقضينا إلى بني إسرائيل أعلمناهم إعلاماً قاطعا والقضاء الفصل في الحكم وقضاء الدين أداؤه لأن أداءه يقطع ما بين الغريمين وكل ما أحكم فقد قضى قضاء. وحد المنطق قيل يريد به صناعة المنطق وهي علم القياسات والحد والقسمة. والحد هو لفظ وجيز دال على حقيقة الشيء كقولك في حد الإنسان حي ناطق مائت وسمى الحد حدا لأنه يمنع المحدود أن يخرج منه بعضه أو يدخل فيه غيره والحد في اللغة المنع. وقوله بالطعن الطعن مصدر طعن قال قوم يقال طعن بالرمح يطعن بضم العين طعنا وطعن عليه في علم أو نسب أو ما أشبهه يطعن بفتح العين طعنانا وينشدون قوله الشاعر:

وأبى ظاهر الشناءة إلا ... طعنانا وقول ما لا يقال

وقال آخرون يطعن ويطعن طعنا وطعنانا فيهما جميعا قال الكسائي لم أسمع أحدا من العرب يقول يطعن بالرمح ولا في الحسب إنما سمعت يطعن وقال الفراء سمعت أنا يطعن بالفتح. ومعنى الشيء محنته وحاله التي يصير إليها أمره وعن

<<  <   >  >>