للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثعلب المعنى والتفسير والتأويل واحد ويقال عناني هذا الأمر يعنيني عناية فأنا معنى واعتنيت بأمره. والتكذيب مصدر كذبة إذا نسبه إلى الكذب وأكذبه إذا وجده كاذبا وقال الكسائي أكذبته إذا أخبرت أنه جاء بالكذب ورواه وكذبته إذا أخبرت أنه كاذب وقال ثعلب هما بمعنى واحد وأصل النقل تحويل الشيء من موضعٍ إلى موضعٍ.

وقوله " قد رضي عوضا من الله ومما عنده بأن يقول فلان لطيف وفلان دقيق النظر يذهب إلى أن لطف النضر قد أخرجه عن جملة الناس وبلغ به علم ما جهلوه فهو يدعوهم الرعاع والغثاء والغثر ".

العوض البدل والخلف وهو اسم من قولك عاض يعوض عوضا وعياضا يقال عاضه الله خيرا وأعاضه وعوضه. والرعاع رذال الناس وضعفاؤهم وهم الذين إذا فزعوا طاروا ويقال للنعامة رعاعة كأنها أبدا منخوبة فزعة والغثاء ما حمله السيل من القماش شبه به السفلة لأنه لا ينتفع به قال أبو زيد غثا الماء يغثو غثوا وغثاء إذا كثر فيه البعر والورق والقصب وعنه أيضا غثا الوادي يغثو غثوا فهو غاث إذا كثر غثاؤه والغثر جمع أغثر وهو الأحمق وعن الأصمعي الغثراء من الناس الغوغاء وأصله من الغثر وهي الغمرة ويقال للضبع غثراء للونها وهي أحمق الدواب فشبه الحمقى من الناس بها.

وقوله " وهو لعمر بهذه الصفات آولى وهي به أليق لأنه جهل وظن أن قد علم فهاتان جهالتان ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم يجهلون " قوله لعمر الله هو قسم ببقائه عز وجل والعمر البقاء ويقال عمر وعمر وعمر ولا يستعمل في القسم إلا الفتح لأن القسم كثر في الكلام فاستعمل فيه المفتوح لأنه الأخف وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف تقديره لعمر الله قسمى أو ما أقسم به فان حذفت اللام نصبت فقلت عمر الله ونصبه أما بفعل القسم أو على حذف الباء أو على المصدر كأنك قلت عمرتك الله تعميرا فجعلت العمر في موضع التعمير. وقوله أليق أي ألصق وألزم وأصل الالتياق لزوم الشيء للشيء يقال هذا الأمر لا يليق بك أي لا يحسن بك حتى يلصق بك ومن قال لا يليق بك فمعناه أنه ليس بوفق لك ومنه تلييق الثريد بالسمن إذا أكثر أدمه ويقال لقت الدواة وألقتها أي ألصقت المداد بها وما ألاقتنى البلاد أي ما لصقت بي أي لم أثبت بها وظن أن قد علم أي أيقن أنه قد عرف والظن يكون يقينا وشكا وتهمة فإذا كان يقينا وشكا دخل على المبتدأ والخبر فنصبهما وإذا

<<  <   >  >>