كان تهمة تعدى إلى مفعول واحد. وعلم الأول بمعنى عرف يتعدى إلى مفعول واحد والثاني من أفعال الشك واليقين يتعدى إلى مفعولين.
وقوله " ولو أن هذا المعجب بنفسه الزاري على الإسلام برأيه نظر من جهة النظر لأحياه الله بنور الهدى وثلج اليقين ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب وفي أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها.
المعجب الذي يعجب بما يكون منه وأن كان قبيحا والزاري المستصغر العايب يقال زري عليه فعله إذا عابه عليه زاري ومزرية وزريانا عن أبي زيد وأزري به إذا قصر به إزراء والإسلام أصله الانقياد وقيل الإخلاص والرأي أي القلب وهو ما يراه الإنسان في الأمر وجمعه آراء وأراء على القلب والفعل منه رأى وراء وقوله نظر من جهة النظر يريد أن الناظر منهم لو نظر من جهة الحق والتبصر والاسترشاد لهداه الله ولكنه يقصد معاندة الحق والإعجاب برأيه. والهدى الرشد تقول منه هديت إلى الحق وهديت للحق قال ابن الإعرابي الهدى إخراج شيء إلى شيء والهدى أيضا الطاعة والروع والهدى الهادي في قوله تعالى " أو أجد على النار هدى " أي هاديا والهدى أيضا الطريق قال الشماخ.
قد وكلت بالهدى إنسان ساهمة ... كأنه من تمام الظمئ مسمول
ويقال هداه في الطريق هدى وهداه الطريق هداية وهديت العروس هداء وأهديت الهدية والهدى اهداء والهدى أحد المصادر التي جاءت على فعل نحو السرى والتقى والبكا. وثلج اليقين برد اليقين والثلج الشيء الذي تسر به يقال ثلج فؤادي بالشيء يثلج وثلج يثلج أيضا إذا سر به وبرد ما كان يجد من حرارة الحزن كما يقال في ضده أحرق الحزن فؤاده ويقال في غير هذا المعنى ثلج فؤاد الرجل فهو مثلوج إذا كان بليدا وثلجت السماء جاءت بثلج كمطرت جاء بمطر. والصحابة بالفتح الأصحاب وهي في الأصل مصدر يقال صبحه بالضم وصحابة بالفتح وجمع الصاحب صحب مثل راكب وركب وصحبة مثل فاره وفرهة وصحاب مثل جائع وجياع وصحبان مثل شاب وشبان والأصحاب جمع صحب مثل فرخ وأفراخ وجمع الأصحاب أصاحيب وقولهم في النداء يا صاح معناه يا صاحبي ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحده سمع من العرب مرخما. والعلوم جمع علم مصدر علم وجاز جمعه لاختلاف أنواعه فإن لم تختلف أنواعه ولم تدخله