الهاء لم يثن ولم يجمع. وقوله ولغاتها اللغات جمع لغة وأصل اللغة لغوة من لغا يلغو إذا تكلم وقال ابن الإعرابي لغا فلان عن الصواب وعن الطريق إذا مال عنه قال واللغة أخذت من هذا لأن هؤلاء تكلموا بكلام مالوا فيه عن لغة هؤلاء الآخرين وقال الكسائي لغا في القول يلغا وبعضهم يقول يلغو قال ولغى يلغى لغة والمصدر لغو وقال الليث اللغة واللغات واللغين اختلاف الكلام في معنى واحد.
وقوله " فنصب لذلك وعاداه وانحراف عنه إلى علم قد سلمه له ولأمثاله المسلمون وقل فيه المتناظرون له ترجمة تروق بلا معنى واسم يهول بلا جسم "
نصب لذلك أي قصد له وتجرد يقال منه نصب فلان لفلان نصبا وكل شيء جعلته علما فهو نصب والنصب ضرب من السير لين وهو أيضا ضرب من الغناء والنصب بفتح الصاد التعب والنصب الشر والنصب بالكسر لغة في النصيب. وقوله وعاداه هو فاعله من العداوة وهي خلاف المصادقة واشتقاق العداوة من العدوان وهو الظلم وقال ابن الأنباري قولهم هو عدوه معناه هو يعدو عليه بالمكروه ويظلمه. وقوله ترجمة الترجمة تفسير لسان بلسان آخر وهو تفعلة من رجمت أرجم رجما إذا ظننت وحدست ومنه قوله تعالى " رجما بالغيب " وقال الهذلي:
إن البلاء لدى المقاوس مخرج ... ما كان من عيب ورجم ظنون
فكأن الترجمان الذي يصيب بطنه معنى كلام المتكلمين بلسانين قال اللحياني يقال ترجمان وترجمان وقهرمان وقهرمان. ويروق يعجب راقني الشيء يروقني أي أعجبني. ويهول يخيف والهول المخافة من الأمر على ما يهجم عليه منه كهول الليل وهول البحر تقول هالني الأمر يهولني وأمر هائل والجسم يجمع البدن وأعضاؤه من الناس والإبل والدواب ونحو ذلك مما عظم من الخلق الجسيم والفعل جسم يجسم جسامة والجسمان جسم الرجل أيضا وكذلك الجثمان وهو ههنا مثل.
قوله " فإذا سمع الغمر والحدث الغر قوله الكون والفساد وسمع الكيان والأسماء المفردة والكيفية والكمية والزمان والدليل والأخبار المؤلفة راعه ما سمع وظن أن تحت هذه الألقاب كل فائدة وكل لطيفة فإذا طالعها لم يحل منها بطائل ".
الغمر الذي لم يجرب الأمور يقال منه غمر بالضم يغمر غمارة وجمع الغمر