للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمدح بني أنف الناقة من بني قريع وهم قبيلة من بني سعد بن زيد مناة بن تميم وكانوا يغضبون من أنف الناقة لأن قريعاً نحر جزورا فقسمها بين نسائه فبعثت جعفراً هذه أمه فأتى أباه وقد قسم الجزور ولم يبق إلا رأسها وعنقها فقال شأنك بهذا فأدخل يده في أنفها وجعل يجرها فسمى أنف الناقة فكانوا يغضبون من ذلك حتى مدحهم الحطيئة فقال: قوم هم الأنف والأذناب غيرهم فصاروا يفتخرون به. وأمام ترخيم أمامة والحصى العدد الكثير وأباً نصب على التمييز يقول إذا عقدوا لجارهم حلفا وأعطوه عهداً حكموه كما تحكم الدلو إذا شدّت بالحبل ثم شدّ العناج بعد ذلك وهو حبل يشد من تحتها في عروق تجعل في أسفلها إذا ضخمت الدلو فإن انقطعت الأوذام امسكها العناج والكرب أن يثنى عقد الحبل على خشب الدلو وهذا على طريق التمثيل.

أسماء الصناع قال أبو محمد " كل صانع عند العرب فهو أسكاف " قال الشماخ:

قالت الأيدعى لهذا عراف ... لم يبق إلا منطق وأطراف

وريطتان وقميص هفهاف ... وشعبتا ميس براها أسكاف

العراف الطبيب لم يبق إلا منطق أي أنه قد أنحله الشوق ومنه السير حتى لم يبق منه إلا كلامه وما يبين منه الأيداه ورجلاه وثيابه والهفهاف الذي تحركه أدنى ريح من رقته ويقال هفهاف أيضاً وابلشعبتان قادمة الرحل وأخرته والميس خشب تعمل منه الرحال وبراها نجرها وعملها. وتروى هذه الأبيات لابن مطر وللجليج بن يزيد والصحيح أنها للشماخ وروى ثعلب عن ابن الإعرابي قال أسكف الرجل إذا صار إسكافا قال والأسكاف عند العرب كل صانع غير من يعمل الخفاف فإذا أرادوا معنى الأسكاف في الحضر قالوا هذا الأسكف وأنشد:

وضع الأسكف فيه رقعا ... مثل ما ضمّد جنبيه الطحل

قال " والعصاب الغزال قال رؤبة " يصف أبلاً أسرعت السير:

طاوين مجهول الخروق الأجداب ... طيّ القساميّ برود العصاب

<<  <   >  >>