نذودهم ندفعهم ونمنعهم والمستنة الكتيبة الماضية على سنن واحد لا تعرّج على شيء وعرانين القوم رؤساؤهم ومتقدموهم في الفضل والشجاعة والعرانين الأنوف وبها شبه السادة ويقال للشيء إذا كان شديد الدفع يتدافع له دفاع ويجوز أن يكون دفاع جمع دافع مثل كافر وكفار وهم الذين يدفعون الأعداء وقوله حتى تجلت أراد حتى تجلت الحرب فأضمرها ولم يجر لها ذكر وقوله ولنا غاية أي جماعة وغاية الجيش ورايته واحد والجماع الفرق من ههنا وههنا يقول ذلك الجمع منا لم يستعن بأحد غيرنا وهو خلاف ما رواه أبو محمد ويروى بين يدي رجراجة فخمة الرجراجة التي تمخض من كثرتها والفخمة العظيمة الكثيرة العدد.
قال أبو محمد " وإذا كان الفحل كريماً من الإبل قالوا فحيل قال الراعي " يصف إبلاً ولم يكن راعياً ولكنه كان يجيد وصف الإبل فلّقب الراعي واسمه عبيد بن حصين:
بنيت مرافقهنفوق مزلة ... لا يستطيع بها القراد مقبلا
كانت نجائب منذرٍ ومحرقٍ ... أماتهن وطرقهنّ فحيلا
قوله مرافقهن يريد مرافق هذه الإبل مزلة مزلقة يريد مغرز المرفق من الجنب أملس فالقراد لا يثبت عليه من ملاسته ومقيلاً مستقراً وهو مثل. وقوله أماتهن أي أمهات هذه الإبل كانت نجائب منذر أي المنذر بم امرئ القيس بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر اللخمي وهو أبو النعمان بن المنذر ومحرق هو امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نصر وهو أول من عاقب بالنار وقوله وطرقهن الطرق الفحل هنا مسمى بالمصدر والمعنى ذو طرقهن والفحيل الكريم. قال أبو محمد " وقتبٌ عقرٌ أيضاً غير واق قال البعيث " البعيث لقب له واسمه خداش بن بشر ويكنى أبا يزيد وسمي البعيث بقوله فيما أخبرني علي بن الحسن يرفعه إلى ابن الكلبي:
تبّعث مني ما تبّعث بعد ما ... أمرت حبالي كلها مرة شزرا
ألد إذا لا قيت قوماً بخطة ... الح على أكتافهم قتب عقر