والصغير لأن الصعير قد يكون كبيراً عند ما هو أصغر منه والكبير قد يكون صغيراً عندما هو أكبر منه فكل واحد منهما صغير كبير وكذلك النبل. الناهل العطشان والريان لأن الشرب الأول ربما روي منه الشارب فهو ريان وربما لم يرو فيحتاج إلى العلل فيكون عظشان. الهاجد المصلي بالليل وهو النائم لأنه وقت يقع فيه الانتباه والنوم. الصريم الصبح والصريم الليل لأن كلّ واحد منهما ينصرم من صاحبه. الخشب السيف إذا برد ولم يصقل وهو الصقيل لأن الصقل يتلو الخشب والشيء قد يسمى بما قاربه أو كان منه بسبب الحي خلوفٌ غيب ومتخلفون لأن من يبقى خلف لمن غاب ومن غاب يخلف من بقي. أسررت الشيء أخفيته إذا أظهرته أزلت خافيه. وأما قوله طلعت على القوم أقبلت عليهم وطلعت عنهم غبت عنهم فليس من الأضداد وإنما تغير معنى الفعل بتغير الحرف فهو كقولك دعوت له ودعوت عليه. وشريت الشيء أشتريته وبعته وكذلك بعت الشيء أشتريته وبعته لأنهما متعاوضان قال الراجز في أن الجون الأبيض وهو الخطيم الضبابي:
لا تسقه حزراً ولا حليبا ... إن لم تجده سابحاً يعبوبا
ذا ميعة يلتهم الجبوبا ... يترك صوان الحصى ركوبا
بزلقات قعّبت تقعيبا ... يترك في آثارها لهويا
يبادر الآثار أن تؤوبا ... وحاجب الجونة أن يغيبا
كالذئب يتلو طمعاً قريبا
الهاء في لا تسقه تعود إلى فرس والحزر من اللبن الحازر وهو الحامض والسابح السريع الذي يمد يديه في عدوه واليعبوب الكثير العدو والميعة النشاط ويلتهم يأخذ ويبتلع بسرعة والجبوب الأرض جعله كأنه يبتلع الأرض ن شدة أسراعه والصوان الحصى الصلب والحجارة والصوى جمع صوة وهي الأرض التي فيها ارتفاع وغلظ الركوب الموطئ المذلل الذي تسهل ذلك المكان ولم يصعب السير فيه بعد ذلك والزلقات الحوافر الملس التي تزلق عليها اليد أي ذوات زلق والتعقيب في الحوافر محمود واللهوب جمع لهب وهو الشق في الجبل وأراد أنه ينزل في الصوى يحفره بحوافره فيها مثل اللهوب التي تكون في الجبال وقوله يبادر الآثار أي إذا طردت طريدة وتبعتها