للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخيل لتردها سبق هو الآثار أي أثار الخيل التي تطلبها حتى يلحقها قبل أن ترجع الخيل إلى مأمنها وكان إدراكه لها قبل مغيب الشمس وحاجب كل شيء جانبه وحرفه وشبهه بالذئب إذا أسرع في عدوه لشيء يطمع فيه في موضع يقرب منه وإذا ضمرت الخيل سقيت اللبن فأراد أنه إن لم يكن على هذه الأوصاف فلا تضمّره. قال أبو محمد " والنبل الصغار والكبار " وأنشد لحضرميّ ابن عامر الأسدي:

يزعم جزء ولم يقل جللا ... أنى تروحت ناعما جذلا

إن كنت أزننتني بها كذبا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا

أفرح أن أزرأ الكرام وأن ... أورث ذوداً شصائصا نبلا

قيل كان حضرمي بن عامر عاشر عشرة من أخوته فماتوا فورثهم فمر حضرمي وعليه حلة لأخيه على جزء بن مالك بن جبيل أحد بني موألة بن همام وهو ابن عم حضرمي فقال جزء أيفرح أن ورث أخاه حلته فبلغت حضرمي بن عامر فقال حضرمي هذه الأبيات مع أبيات أخر فلم يمكثوا إلا أياما حتى دخل أخوة لجزء سبعة مغرة يحفرونها فانهارت عليهم فماتوا جميعاً فبلغ حضرمي بن عامر فقال إنا لله كلمة وافقت قدرا واورثت حقدا وباقي الأبيات.

كم كان في أخوتي إذا استعمل ال لابطال نحت العجاجة الأسلا

من ماجد واجد أخي ثقة ... يعطي جزيلا ويقتل البطلا

أروع رصتم الأرامل وال لايتام أكناف بيته رسلا

إن جئته خائفا حباك وإن ... قال سأعطيك نائلا فعلا

الزعم ما كان بين الشك واليقين والجلل في هذا البيت الهين وتروحت ورحت واحد والناعم المتنعم والجذل السرور وقوله أزنتني اتهمتني يقال فلان يزنّ بكذا أي يتهم والأسل الرماح والصتم الرجل الذي قد أسن ولم ينقص والرسل الجماعة وقوله أفرح أراد فرح وهذا استفهام على سبيل الإنكار قال الليث الذود ولا يكون إلا إناثا وهو القطيع من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر وقيل ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإناث والذكور وقيل ما بين الثنتيت إلى التسع من الإناث دون الذكور وقال:

ذود صفايا بينها وبيني ... ما بين تسع فإلى اثنتين

يغنيننا من عيلة ودين

<<  <   >  >>