والطوع المنقاد ويجوز أن يعني بقرينها نفسها يقال للنفس قرين وقرون وقرينة وقرونة يريد أن نفسها تطاوع كل من دعاها إلى وصله ويجوز أن يكون الطوع مصدر فعل لم يسم فاعله ويقوم قرينها مقام الفاعل ويكون القرين بمعنى الخليل والمعنى أن هذه المرأة مطاع صديقها أي هي التي تطيعه ويكون معنى الكلام قد دل على الفاعل المحذوف أنه هي.
قال أبو محمد وقال الراجز:
لم يغذها مدولا نصيف
هو سلمة بن الأكوع كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فقال لسلمة بن الأكوع أنزل هات من هناتك فنزل سلمة يرتجز ويقول:
لم يغذها مد ولا نصيف ... ولا تميرات ولا تعجيف
لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصريف
فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والمد والنصيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك فقالوا يا كعب أنزل فأجبه فنزل كعب يرتجز ويقول:
لم يغذها مد ولا نصيف ... ولا تميرات ولا تعجيف
لكن غذاها حنظل نقيف ... ومذقة كطرة الخنيف
تنبت بين الزرب والكنيف
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اركبا اركبا " مخافة أن يجري بينهما شيء. يصف جارية بالنعمة وأنها بدوية لم تنشأ بالقرى يعرض بالأنصار والمد مكيال معروف والتميرات تصغير تمرات وهو جمع قلة يقول ليست تسكن الأمصار فيكون غذاؤها القليل من التمر والبر ويروى لبن الخريف لأنه أدسم وأغلظ من سائر الألبان والمحض من اللبن الذي لم يشب بماء حلواً كان أو حامضا والقارص الذي حمض والصريف من اللبن الحار حين ينصرف به عن الضرع والتعجيف تقليل الطعم حتى يعجف صاحبه أي يهزل ويحتمل أن يكون أراد بالتعجيف اليابس والحشف من التمر والحنظل النقيف المنقوف يقال نقفت الحنظل إذا كسرته حتى تستخرج الهبيد وهو حبه وكانت قريش