بقوت الشيء انتظرته ومنه يقال للمؤذنين بقاة لأنهم ينتظرون أوقات الصلوات وانتظارا منصوب ببقوك لأنه في معنى انتظروك انتظارا ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار فعل من لفظ المصدر لأنه لما قال فبقوك فكأنه قال وانتظروك انتظارا حتى رميت أي زدت على الرجال الكاملين خصالا عشر. وقول ابن قتيبة " ولم نسمع فيما جاوز رباع شيئا غير قول الكميت " فإنه قد روى لنا يحيى بن علي عن هلال بن المحسن عن ابن الجراح عن ابن الجراح عن ابن الأنباري عن أبيه عن الرستمي عن ابن السكيت أنه قال، قال أبو عمرو يقال احاد وثناء وثلاث ورباع وخماس وكذلك إلى العشرة. وأنشد أبو محمد لصخر بن عمرو السلمى.
ولقد قتلتكم ثناء وموحدا ... وتركت مرة مثل أمس الدابر
كذا روي لما عنه والذي روي في شعر صخر مثل أمس المدبر والأبيات غير مؤسسة وقبله:
ولقد دفعت إلى دريد طعنة ... نجلاء تزغل مثل عط المنخر
يعني دريد بن الصمة والنجلاء الواسعة وتزغل ترمي الدم دفعا دفعا والعط الشق شبه سعة الطعنة بسعة شق المنخر والمدبر المولي يقال دبر النهار وأدبر إذا ولى ويروى لزيد بن عمرو الكلابي أبيات مؤسسة منها كامس الدابر وهي:
أعقرتم جملي برحلي قائما ... ورميتم جاري بسهم ناقر
فإذا ركبتم فالبسوا أدراعكم ... إن الرماح بصيرة بالحاسر
إذ تظلمون وتأكلون صديقكم ... فالظلم تارككم بجاث عاثر
وسبب هذه الأبيات أن رجلا أتى يزيد فقال إني أريد الخروج إلى مكان كذا وغنيّ بطريقي فقال يزيد هذا جملي فاركبه فإن غنيا والد وجملي يعرف فركب الأسدي الجمل فمر بالغنويين فخرجوا وعقروا البعير فرجع إلى يزيد فأخبره فقال هذه الأبيات الناقر من السهام الذي يصيب القرطاس ويتعلق به والحاسر الذي لا درع عليه والجاثي البارك على ركبتيه والعاثر الكابي. قال أبو محمد ويقال مثنى كما قيل موحد ولا ينون لأنه معدول وأنشد لساعدة بن جؤيّه بيتا قبله: