«الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا مغفرة لمن لم يتب منه، مع أنه سبحانه كتب على نفسه الرحمة، وذلك يوجب للعبد شدة الحذر، وشدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه، ويحمله على معرفته لتوقيه؛ لأنه أقبح القبيح، وأظلم الظلم.
قال تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: ١٣]، وذلك لأنه تنقُّص لله عزَّ وجلّ ومساواة لغيره به؛ كما قال تعالى:{الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ}[الأنعام: ١].
وقال تعالى:{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: ٢٢]، ولأن الشرك مناقض للمقصود بالخلق والأمر من كل وجه؛ فمن أشرك بالله عزَّ وجلّ؛ فقد شبَّه المخلوق بالخالق، وأقبح التشبيه تشبيه العاجز الفقير بالذات، بالقادر الغني بالذات عن جميع المخلوقات ....
وإليك بيان الوسائل القولية والفعلية، التي نهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنها تفضي إلي الشرك:
١ - نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التلفظ بالألفاظ التي فيها التسوية بين الله وبين خلقه؛ مثل:(ما شاء الله وشئت)، (لولا الله وأنت)، وأمر بأن يقال بدل ذلك:(ما شاء الله ثم شئت)؛ لأن الواو تقتضي التسوية و (ثم) تقتضي الترتيب، وهذه التسوية في اللفظ شرك أصغر، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر.