إن الشرك دقه وجلّه، صغيره وكبيره، بوسائله وغاياته ... ظلم عظيم وإفك مبين. ولما وقع الكثير من عوام المسلمين، في كثير من الأمور الشركية وذرائعها المؤدية إليها، توجب التنبيه عليها، والتحذير منها لتصح البراءة من الشرك، وتتحقق النجاة من ظلماته.
قال الشيخ صالح الفوزان يحفظه الله:
هناك أشياء مترددة بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر، بحسب ما يقوم بقلب فاعلها، وما يصدر عنه من الأفعال والأقوال، ويقع فيها بعض الناس، قد تتنافى مع العقيدة، أو تعكر صفوها، وهي تمارس على المستوى العام، ويقع فيها بعض العوام، تأثرًا بالدجَّالين والمحتالين والمشعوذين، وقد حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن هذه الأمور:
١ - لبس الحلقة والخيط ونحوهما وبقصد رفع البلاء أو دفعه:
وذلك من فعل الجاهلية، وهو من الشرك الأصغر، وقد يترقى إلى درجة الشرك الأكبر، بحسب ما يقوم بقلب لابسها من الاعتقاد بها.
فعن عمران بن حصين - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً في يده حلقه من صفر، فقال:«ما هذا؟» قال: من الواهنة، فقال:«انزعها، فإنها لا تزيدك إلاَّ وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبدًا»، رواه أحمد بسند لا بأس به، وصحَّحه ابن حبان والحاكم وأقرَّه الذهبي.
٢ - تعليق التمائم:
وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادها، يتقون بها العين،