(٢) امتحان المشركين، من أهل الفترات، ومن لم تبلغهم الدعوة يوم القيامة قبل تحديد مصيرهم، دليل قاطع على كونهم غير مسلمين، إذ لو كانوا كذلك لدخلوا الجنة دون سابق امتحان، وكذلك لم يكونوا كافرين، الكفر المعذب عليه، إذ لو كانوا كذلك، لدخلوا النار، دون عقد امتحان. واعتذارهم عن شركهم، بين يدي علاَّم الغيوب سبحانه، دليل على مخالفتهم لحجة - على الأقل - وإلاَّ فمن أي شيء يكون الاعتذار؟!! أخي الحبيب: اصغ لهذا التفصيل، تجد بفضل العليم الخبير، انسياب الأدلة وتدفقها بسهولة ويسر وسلاسة على موارده، دون منازعة ولا ممناعة. وإن شئت أن ترجع إلى كتابيَّ: العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي، وآثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد، تجد فيهما إن شاء الله الأدلة الواضحة على تلك المسألة. والله ولي التوفيق.