لما كان التوحيد الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، مشتملاً على الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، مستلزمًا له، وذلك هو الشهادتان، ولهذا جعلهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ركنًا واحدًا في قوله:«بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت مَن استطاع إليه سبيلاً»، نبَّه في هذا الباب على ما تضمَّنه التوحيد، واستلزمه من تحكيم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في موارد النزاع، إذ هذا هو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، ولازمها الذي لا بدَّ منه لكل مؤمن، فإن من عرف أن لا إله إلاَّ الله، فلا بد من الانقياد لحكم الله والتسليم لأمره الذي جاء من عنده على يد رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ...
(إن التحاكم في موارد النزاع إلى غير النبي - صلى الله عليه وسلم -، دلالة صارخة على النفاق وأهله)
إذا تبين هذا فمعنى الآية المترجم لها: أن الله تبارك وتعالى أنكر على