للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرك، ومن ليس بمالك ولا شريك للمالك فكيف يدعى من دون الله؟

قوله: أو أن يكون عونًا لله، وفي ذلك قوله: {وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} [سبأ: ٢٢]، أي: ما لله ممن تدعونهم عون.

قوله: ولم يبق إلاَّ الشفاعة، فتبين أنها لا تنفع إلاَّ لمن أذن له الرب ... إلخ. جملة الشروط التي لا بد وأن يكون أحدها في المدعو، أربعة حتى يقدر على إجابة من دعاه:

الأول: الملك، فنفاه بقوله: {لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ} [سبأ: ٢٢].

الثاني: إذا لم يكن مالكًا فيكون شريكًا للمالك، فنفاه بقوله: {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} [سبأ: ٢٢].

الثالث: إذا لم يكن مالكًا ولا شريكًا للمالك فيكون عونًا ووزيرًا، فنفاه بقوله: {وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} [سبأ: ٢٢].

الرابع: إذا لم يكن مالكًا ولا شريكًا ولا عونًا فيكون شفيعًا، فنفى سبحانه وتعالى الشفاعة عنده إلاَّ بإذنه، فهو الذي يأذن للشافع ابتداء فيشفع. فبنفي هذه الأمور بطلت دعوة غير الله، إذ ليس عند غيره من النفع والضر ما يوجب قصده بشيء من العبادة، كما قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لاَّ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُورًا} [الفرقان: ٣]، وقال تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ * لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ} [يس: ٧٤، ٧٥]» (١).

* * *


(١) «تيسير العزيز الحميد»: (٤/ ١٩٥).

<<  <   >  >>