كله، فلو ملك ألف مثقال لما أتى عليها شهر إلا وجعلها في متاع الزاوية وينفقها في سبيل الله تعالى] (٢٣).
ومن كراماته أنه أتاه شرفاء في توات بينهم فتنة فقالوا له: أيها الشيخ أصلح بيننا! فقال لهم لا تطيقون صلحي بينكم، فقالوا له نطيقه فأصلح بيننا، فأخذ رئيس هؤلاء ورئيس هؤلاء وأجلسهما في مكان واحد وقرن بينهما بسبحة جعلها في رقبتيهما، وقال لهما إياكما والظلم فإني مع المظلوم منكما. ثم بعد ذلك أراد أحدها غدرة صاحبه، وقال إني لا أرى فلانا في وقت أمكن لي من هذا الوقت، لأنه خرج إلى جنانه وخرج هذا الذي يريد أن يغدر ببعض قومه، وأرسلهم لقتل الشريف وجلس في قاع ينتظرهم، وأنذر الشريف بهم، فأسرع السيد إلى أهله ووقاه الله تعالى.
ثم إن قوم الشريف الذي ينتظرهم سمعوا عمارة مدفع أي صوته في الجهة التي فيها صاحبهم، فأسرعوا إليه فوجدوه ميتا، عفا الله عنه، ففتشوه وقلبوه فلم يجدوا في جسده جرحا ولا أثر شيء، فعلموا أن هذا من دعوة الشيخ رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين.
ومن كرامته رحمه الله تعالى أنه لا يناديه أحد مستغيثا به في هم وغم وكربة إلا أغاثه الله تعالى في الحين. وحكي أن قوما عطشوا في تنزروفت عطشا شديدا وطفقوا ينادونه، فقال لجماعته: إن عطاشا ينادونني، فاخرج يا فلان، مولى لهم بالماء، فاسقهم. فقال لهم بعض: هذا هذيان! ما عند الباب أحد. فقال لهم: كلا، ليس هذا هذيان، فاخرج يا فلان، يعني المولى أي المعتق، بالماء فأهرقه، فسقي القوم العطاش في تنزروفت في ذلك الوقت، ووجدوا بركة ماء سقتهم ودوابهم في تنزروفت، وليس ذلك وقت السحاب. وأرخوا لذلك الوقت فوجدوا الكبار (كذا) قد عطش في ذلك الوقت وسقوا ببركة ماء من بركة الشيخ رحمه الله
(٢٣) ما كتب بين معقوفتين في الصفحات ٢٠٢ - ٢٠٣ - ٢٠٤، من قوله: في حسن الصوت بالقرآن إلى: في سبيل الله تعالى، ساقط من أ.