للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وللحديث شاهد ثانى من رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: "كان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه، فلما نزلت هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ... الآية، ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس" (١) فهذه الروايات السابقة مع معنى الآية الواردة فيها يقتضى أنها نزلت بمكة أيام الشدائد والأزمات التى كانت تعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو قومه، فقوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} أى بلغ أنت رسالتى، وأنا حافظك وناصرك، ومؤيدك على أعدائك، ومظفرك بهم، فلا تخف ولا تحزن، فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك (٢) والعباس فى حراسته لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ما جاء فى رواية أبى سعيد الخدرى، هو بلا شك أحد فتيان بنى هاشم الذين كان يبعثهم أبو طالب كل يوم لحراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


(١) أخرجه الطبرانى فى الأوسط ٤/٢١ رقم ٣٥١٠، والصغير ١/١٤٩ وفيه عطية العوفى وهو ضعيف كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٧/١٧، ورواه ابن كثير أيضاً فى تفسيره ٣/١٤٤ عن ابن مردويه، والحديث تعضده الآيات والأحاديث.
(٢) تفسير القرآن العظيم ٣/١٤٣.

<<  <   >  >>