للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثانى: شبهات أعداء السنة المطهرة حول الوحي الإلهى]

والرد عليها

[تمهيد:]

... إذا كان أعداء السنة المطهرة، والسيرة العطرة يتظاهرون بإسلامهم وإيمانهم بكتاب الله عز وجل، فإنك تجدهم يعلنون فى صراحة الكفر بالشطر الثانى من الوحي الإلهى المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سنته المطهرة، وسيرته العطرة الواردة فيها.

... وهذا يبدوا واضحاً حين رسموا من خيالهم المريض صورة مزيفة لدور رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رسالته؛ وهى صورة إجمالية لا تخرج عن دور "ساعى البريد" إن صح التعبير فى جناب مقامه صلى الله عليه وسلم الجليل.

... إنهم يرون أن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رسالته، قاصرة على بلاغ القرآن فقط، ومن هنا أنكروا سنته المطهرة، وسيرته العطرة الواردة فيها. وزعموا أن طاعته صلى الله عليه وسلم، محصورة فى كتاب الله عز وجل فقط!.

... ولأنهم يتمسحون بظاهر الآيات القرآنية وجدوا أنفسهم فى مأزق من خلال عشرات الآيات التى تحض على طاعته صلى الله عليه وسلم، وتجعل طاعته من طاعة الله تعالى؛ فلم يعدموا لها تأويلاً، بزعمهم أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى القرآن تعنى الطاعة لكتاب الله عز وجل، ولم يكتفوا بهذا إذ زعموا أن القول بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم شرك وتأليه له، ومن يقول بها فقد كفر وأشرك بربه.

... وهم فى كل ما يأفكون يتسترون بعباءة القرآن الكريم حتى يقبل المسلمون كلامهم، ولكن أنى لهم هذا! وهم يفسرون آيات الله عز وجل، تفسيراً يخرجها عن معناها تماماً، وهو نتيجة طبيعية لعدم التزامهم بقواعد التفسير، وأصول الفكر الإسلامى.

... فإلى تفصيل شبهاتهم والرد عليها فى المطالب التالية.

<<  <   >  >>