للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: شبهة الطاعنين فى حديث "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم"]

والرد عليها

... روى البخارى ومسلم: عن عائشة رضى الله عنها قالت: "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودى من يهود بنى زُريق، يقال له: لبيد بن الأعصم (١) قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دعا. ثم دعا. ثم قال: يا عائشة! أَشَعَرْتِ أن الله أفتانى فيما استفتيته فيه؟ جاءنى رجلان (٢) فقعد أحدهما عند رأسى، والآخر عند رجلى، فقال الذى عند رأسى، للذى عند رجلى، أو الذى عند رجلى، للذى عند رأسى: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب (٣) قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم قال فى أى شئ؟ قال فى مشط (٤) ومشاطة (٥) قال: وجب (٦) طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: فى بئر ذى أروان (٧) قالت: فأتاها رسول الله -


(١) رجل من المنافقين، وهو أصلا من الخزرج، وأسلم نفاقاً، وكان حليفاً لليهود. فتح البارى ١٠/٢٣٦ رقم ٥٧٦٣.
(٢) أى ملكان فى صورة رجلين، دل على ذلك ما جاء فى مسند أحمد ٦/٦٣ "أتانى ملكان" وكان ذلك مناماً.
(٣) أى مسحور، كنو بالطب عن السحر، تفاؤلاً بالبرء، كما كنوا بالسليم عن اللديغ. النهاية ٣/١٠١.
(٤) بضم الميم، ويجوز كسرها، هو الآلة المعروفة التى يسرح بها شعر الرأس واللحية. فتح البارى ١٠/٢٣٩ رقم ٥٧٦٣.
(٥) هى: الشعر الذى يسقط من الرأس واللحية عند التسريح بالمشط. النهاية ٤/٢٨٤.
(٦) بالجيم والباء، وفى رواية: بالجيم والفاء، وهما بمعنى واحد، وهو الوعاء الذى يكون فيه ثمرة النخلة، سواء النخلة الذكر أو الأنثى، ولهذا قيده فى الحديث بأنه كان من نخلة ذكر، وهو الذى يكون فيه اللقاح. المنهاج شرح مسلم ٧/٤٣٢ رقم ٢١٨٩، والنهاية ١/٢٢٧.
(٧) وفى رواية "ذروان" وكلاهما صحيح، وهى بئر بالمدينة فى بستان بنى زريق. النهاية ٢/١٤٨.

<<  <   >  >>