للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك، عليه قطيفة، ووضعت يدى عليها، فوجدت حرارتها فوق القطيفة، فقلت: ما أشد حر حماك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "إنا كذلك يشدد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر" قال أبو سعيد: يا رسول الله، من أشد الناس بلاء؟ قال: الأنبياء قال: ثم من؟ قال: العلماء، قال: ثم من؟ قال: "ثم الصالحون، كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها، ويبتلى بالقمل حتى تقتله، ولأحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء من أحدكم بالعطاء" (١) .

[خصوصية عصمة النبى صلى الله عليه وسلم فى بدنه من القتل:]

... إذا كانت الأحاديث النبوية السابقة تؤكد على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى عليه ما جرى على غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، من سمات البشر التى لا ميحص عنها، وابتلى كما ابتلى غيره من الأنبياء بضروب المحن، إلا أنه صلى الله عليه وسلم اختص بعصمة بدنه الشريف من القتل بدليل قوله تعالى:

{وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين} (٢) .

وقال سبحانه: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين} (٣) .


(١) أخرجه الحاكم فى المستدرك ١/٩٩ رقم ١١٩، ٤/٣٤٢ رقم ٧٨٤٨ وصححه على شرط مسلم فى كلا الموضعين، ووافقه الذهبى وقال: وله شواهد كثيرة، وأخرجه ابن ماجة فى سننه كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء ٢/٥٠٤ رقم ٤٠٢٤.
(٢) الآية ٩١ البقرة.
(٣) الآية ١٨٣ آل عمران.

<<  <   >  >>