للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: العصمة سبيل الاقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم:

... إذا كانت العصمة فى التبليغ للنبى صلى الله عليه وسلم لها دلالتها على حجية كل ما يبلغ من الوحي سواء كان متلواً من القرآن الكريم، أو غير متلواً من السنة المطهرة، فالعصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وأوامره ونواهيه، مما هو ليس من باب البلاغ، مما كان فى أمور الدنيا، وأحوال نفسه الشريفة، لها أيضاً دلالتها على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ٠

... ومن هنا جرت عادة علماء الأصول قبل كلامهم عن أفعاله صلى الله عليه وسلم أن يقدموا عليها الكلام على العصمة؛ لأجل أنه ينبنى عليها وجوب التأسى بأفعاله صلى الله عليه وسلم (١) .

... وعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر والصغائر فى أقواله وأفعاله مما ليس سبيله البلاغ دل عليها القرآن الكريم، والسيرة العطرة، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة.

أ- ففى القرآن الكريم تجد شهادة رب العزة لأنبيائه ورسله - عليهم الصلاة والسلام بعصمتهم من الصغائر فى سلوكهم.

١- قال تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} (٢) فما كان عز وجل أن يحث نبيه

صلى الله عليه وسلم على الاقتداء والأسوة بأنبيائه ورسله إلا وهم معصومون من الصغائر.


(١) ينظر: الإحكام للآمدى ١/١٥٦، والبرهان للجوينى ١/١٨١، والمستصفى للغزالى ٢/٢١٢، والمحصول فى علم اٍلأصول للرازى ١/٥٠١، والمعتمد فى أصول الفقه ١/٣٤٢، والبحر المحيط ٤/١٦٩، وإرشاد الفحول ١/١٥٩، وأفعال النبى صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية للدكتور عمر سليمان الأشقر ١/١٣٩ - ١٤٠.
(٢) الآية ٩٠ الأنعام.

<<  <   >  >>