للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. زد على هذا أن الأفعال بمنزلة النكرات، والنكرة تعم، فكأنه قال: ما صدر منه صلى الله عليه وسلم ضلال لا فى عقيدة ولا فى خلق لا قبل النبوة ولا بعدها (١) .

... والمفسرون حين عمموا الآية فى جميع الضلال قبل النبوة وبعدها، قالوا بما يدل عليه اللفظ العربى دلالة وضعية لغوية، وبما يقتضيه سياق الآية، وبما تشهد به سيرته صلى الله عليه وسلم من كمال عقله وخلقه قبل النبوة وبعدها، وعصمته فى قلبه وعقيدته من الكفر والشرك، والشك، والضلال، والغفلة، على ما سبق تفصيله (٢) أهـ.

والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم

[المطلب الثانى: شبهتهم حول آيات ورد فيها إسناد "الذنب" و"الوزر" إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم]

والجواب عنها

... مما استدل به الطاعنون فى عصمة النبى صلى الله عليه وسلم، وزعموه أدلة على جواز الكبائر والصغائر عنه صلى الله عليه وسلم، قبل النبوة وبعدها، ما ورد فى القرآن الكريم من آيات أسند فيها "الذنب" و"الوزر" إلى ضمير خطابه صلى الله عليه وسلم، كقوله تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك} (٣) وقوله سبحانه: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} (٤) وقوله عز وجل: {ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك} (٥) .

ويجاب عن ما زعموا بما يلى:

أولاً: إن ظاهر ما استدلوا به على عدم عصمته صلى الله عليه وسلم، لا حجة لهم فيه، لأن ظاهره غير مراد، لمن تفكر فى سياق الآيات التى ورد فيها كلمتى: "الذنب، والوزر"!.


(١) ينظر: شرح الزرقانى على المواهب ٩/٤.
(٢) يراجع: ص٤٧ - ٧٩، وينظر: دلالة القرآن المبين على أن النبى صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين للأستاذ عبد الله الغمارى ص١٣٨، ١٣٩.
(٣) الآية ٥٥ غافر.
(٤) الآية ٢ الفتح.
(٥) الآية ٣ الشرح، وأصحاب هذه الشبهة هم أنفسهم أصحاب الشبهة السابقة، ينظر مصادرهم السابقة ص١١٣.

<<  <   >  >>