للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وعليه فلا معنى لإثارة الخلاف حول عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - قبل نبوتهم من المعاصى كبائرها وصغائرها من حيث الوقوع أو عدمه، أو من حيث امتناعه سمعاً أوعقلاً!.

... فعصمة الرسل والأنبياء مبنية على إرادة إلهية، وهى اصطفاء الله عز وجل لهم، وعصمتهم من كل ما يخل بهذا الاصطفاء، قبل نبوتهم وبعدها، وهم فى عالم الغيب لم يخلقوا بعد!

... وإليك نماذج من دلائل عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[أ- عصمته صلى الله عليه وسلم من كيد إبليس وجنوده:]

... حفظ الله عز وجل عباده المخلصين من كيد إبليس وجنوده فلا سبيل له عليهم كما قال عزوجل: {إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا} (١) واعترف إبليس بعجزه عن الكيد لهم فحكى عنه رب العزة قوله: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين} (٢) .

... ولا شك أن أنبياء الله عز وجل ورسله، وعلى رأسهم خاتمهم صلى الله عليه وسلم على قمة عباد الله المخلصين الذين عصمهم رب العزة من كيد إبليس وجنوده.

... والمراد بعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشيطان قال فيها القاضى عياض: "واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبى صلى الله عليه وسلم من الشيطان وكفايته منه، لا فى جسمه بأنواع الأذى - كالجنون والإغماء - ولا على خاطره بالوساوس" (٣) .

... ولا عبرة بمن خرج عن المفهوم السابق لعصمة رسول صلى الله عليه وسلم من أعداء الإسلام وأعداء السنة المطهرة، والسيرة العطرة.

... وقد دل على المفهوم السابق القرآن الكريم والسنة المطهرة.


(١) الآية ٦٥ الإسراء.
(٢) الآيتان ٨٢، ٨٣ ص.
(٣) الشفا ٢/١١٧، وشرحه للملاعلى ٢/٢١٣.

<<  <   >  >>