.. ومن هنا فكل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفعال لم تحصل منه على وجه القرب، يستحب التأسى به فيها رجاء بركته مثل: أكله، وشربه، ولبسه، ومعاشرته نسائه، وجميع أفعاله المتعلقة بأمور الدنيا، يستحب التأسى به فى جميع ذلك. لأن هذه الأفعال وإن لم تصدر من الرسول صلى الله عليه وسلم قربه – إن صح التعبير – فهى فى نفسها قربة؛ نرجوا بفعلها التقرب إلى الله تعالى لما انطوى عليه فعلنا لها عن محبته التى حملنا عليها بقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله، وماله، والناس أجمعين"(١) .
(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ١/٢٩٠ رقم ٤٤، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الإيمان، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان ١/٧٥ رقم ١٥ من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه.