للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الخامس: شبهة الطاعنين فى حديث "أَهَجَرَ"

والرد عليها"

... روى البخارى ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال: "لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده" فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: قوموا، وكان ابن عباس يقول: إنا الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم" (١)


(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شئ يوص فيه ٦/١٠٠ رقم ١٦٣٧، والبخارى (بشرح فتح البارى) فى عدة أماكن هى: كتاب العلم، باب كتابة العلم ١/٢٥١ رقم ١١٤، وكتاب الجهاد، باب جوائز الوفد ٦/١٩٦ رقم ٣٠٥٣، وكتاب الجزية، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ٦/٣١٢ رقم ٣١٦٨، وكتاب المغازى باب مرض النبى صلى الله عليه وسلم ووفاته ٧/٧٣٨ رقمى ٤٤٣١، ٤٤٣٢، وكتاب المرضى، باب قول المريض: قوموا عنى ١٠/١٣١ رقم ٥٦٦٩، وكتاب الاعتصام، باب كراهية الاختلاف ١٣/٣٤٧ رقم ٧٣٦٦، وأحمد فى مسنده ١/٢٩٣، ٣٢٤، ٣٥٥، والبيهقى فى دلائل النبوة ٧/١٨١ - ١٨٣، والطبرانى وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٤/٢١٥، وللحديث شاهد من رواية جابر بن عبد الله رضى الله عنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده، ولا يضلون، وكان فى البيت لغط، فتكلم عمر بن الخطاب، فرفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه أبو يعلى فى مسنده، ورجاله رجال الصحيح، كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٤/٢١٤، ٢١٥، وأخرجه أحمد فى مسنده ٣/٣٣٦.

<<  <   >  >>