للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم - فى أناس من أصحابه، ثم قال: يا عائشة! والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رءوس الشياطين، قالت: فقلت: يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ (١) قال: لا. أما أنا فقد عافانى الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً، فأمرت بها فدفنت (٢) .

... أنكر هذا الحديث بعض المبتدعة قديماً على ما حكاه عنهم غير واحد من الأئمة قال الإمام النووى: "وقد أنكر بعد المبتدعة هذا الحديث بسبب أنه يحط من مقام النبوة وشرفها، ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع" (٣) وتابع المبتدعة طعناً فى الحديث أذيالهم من الرافضة، ودعاة اللادينية.


(١) وفى رواية: قلت يا رسول الله فأخرجه، وكلاهما صحيح، فطلبت أن يخرجه ثم يحرقه، وقد أخرج صلى الله عليه وسلم الجف، وأمر به فدفن، أما جوابه صلى الله عليه وسلم بـ "لا" فهى نفى لاستخراج ما حواه الجف من السحر، لما فى ذلك من إشاعة الضرر على المسلمين من تذكر السحر أو تعلمه، وشيوعه والحديث فيه، أو إيذاء فاعله، فيحمله ذلك، أو يحمل بعض أهله ومحبيه والمتعصبين له من المنافقين وغيرهم على سحر الناس وأذاهم، وانتصابهم لمناكدة المسلمين بذلك، وهذا من باب ترك مصلحة لخوف مفسدة أعظم منها. ينظر: المنهاج شرح مسلم ٧/٤٣٣ رقم ٢١٨٩، والروض الأنف ٢/٣٧٣، وفتح البارى ١٠/٢٤١، ٢٤٥ رقمى ٥٧٦٣، ٥٧٦٥.
(٢) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب السلام، باب السحر ٧/٤٢٩ رقم ٢١٨٩، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الطب، باب هل يستخرج السحر ١٠/٢٤٣ رقم ٥٧٦٥، وباب السحر ١٠/٢٤٦رقم٥٧٦٦،وفى كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل= =والإحسان} ١٠/٤٩٤ رقم ٦٠٦٣، وفى كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده ٦/٣٨٥ رقم ٣٢٦٨، وفى كتاب الدعوات، باب تكرير الدعاء ١١/١٩٦ رقم ٦٣٩١.
(٣) المنهاج شرح مسلم ٧/٤٣٠ رقم ٢١٨٩، وينظر: تأويل مختلف الحديث ص١٦٤، والروض الأنف ٢/٣٧١، والشفا ٢/١٨١.

<<  <   >  >>