للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجه الأول: أن ملازمة العباس للرسول صلى الله عليه وسلم ومداومته عليها كانت معلومة للناس بمكة قبل الهجرة، فقد كان من لا يعرف شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب، ولم يسبق له أن رآه، ويعرف عمه العباس، فإنه يدل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه الرجل الذى يجلس مع العباس بن عبد المطلب (١) ومما يؤكد ملازمة العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة أيضاً – وهى بلا ريب ذات هدف سام أهم ما فيها حراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أعدائه – أن العباس لم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فى بيعة العقبة الكبرى التى تمت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين الأنصار، وكان أول متكلم فى تلك الليلة، وفيما قاله دليل على أنه كان يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويمنعه من أذى قومه قال: "يا معشر الخزرج... إن محمداً منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو فى عز من قومه، ومنعة فى بلده... فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه، وخاذلوه بعد الخروج إليكم، فمن الآن فدعوه فإنه فى عز ومنعة من قومه وبلده" (٢) .


(١) ينظر: من أمثلة ذلك ما رواه أحمد فى مسنده ٣/٤٦٠ – ٤٦٢، والطبرانى فى الكبير ١٩/ ٨٧، ٨٨، والبيهقى فى دلائل النبوة ٢/٤٤٤ – ٤٤٦، والطبرى فى تاريخه ٢/٣٦٠، ٣٦١، وابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام) ٢/٥٦ نص رقم ٤٤٨.
(٢) أخرجه ابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام) ٢/٥٨ نص رقم ٤٥٠، وأحمد فى مسنده ٤٦٠ – ٤٦٢ ورجاله رجال الصحيح، غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٦/٤٥، وأخرجه الأئمة الطبرانى، والبيهقى، والطبرى، ثلاثتهم من طريق ابن إسحاق، فى الأماكن السابقة نفسها.

<<  <   >  >>