للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا هو الصحيح عندى ويطمئن إليه القلب، وتستريح إليه النفس وهو مذهب كثير من العلماء المحققين المحقين من أهل الكلام والحديث (١) .

قال تعالى: {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون} (٢) .

فهذه الآية الكريمة كانت جواباً من النبى صلى الله عليه وسلم على ما طلبه مشركوا مكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بقرآن غير الذى أتاهم به، لا يكون فيه عيب آلهتهم، أو يبدله من تلقاء نفسه على ذلك الشرط، ليقبلوا منه بعد ذلك دعوته للإسلام.


(١) منهم ابن حزم فى الفصل فى الملل والنحل ٢/٢٨٥، ٣٢١، والأيجى فى المواقف فى علم الكلام ص٣٥٨، ٣٥٩، والجرجانى فى شرح المواقف ٨/٢٨٨ – ٢٩٠، وسعد الدين التفتازانى فى شرح المقاصد ٢/١٤٢، ١٤٣، وفخر الدين الرازى فى المحصل ص٢١٩، ٢٢٠ والقاضى عبد الجبار المعتزلى فى شرح الأصول الخمسة ص٥٧٣، ٥٧٥، والشوكانى فى إرشاد الفحول ١/١٦١، وكثير من المحققين من أهل الحديث منهم القاضى عياض فى الشفا ٢/١٤٥، والقسطلانى فى المواهب اللدنية، والزرقانى فى شرحه على المواهب ٩/٥، ٧/١٤، والأُبى فى إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم ١/٣١٥، وابن الوزير اليمانى فى الروض الباسم فى الذب عن سنة أبى القاسم ١/١١٨، وأبو نعيم الأصبهانى فى دلائل النبوة عقد فصلاً بعنوان "ذكر ما خصه الله عز وجل به من العصمة وحماه من التدين بدين الجاهلية ١/١٨٥ – ٢١٢، وكذلك فعل البيهقى فى دلائل النبوة أيضاً فقد عقد عنواناً لهذا الموضوع فقال: "باب ما جاء فى حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فى شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعائبها... الخ ٢/٣٠ – ٤٢، ومثلهما السيوطى فى الخصائص الكبرى حيث قال: "باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بحفظ الله إياه فى شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية" ١/١٤٨ – ١٥٢.
(٢) الآية ١٦ يونس.

<<  <   >  >>