للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقبل رسول اللهصلى الله عليه وسلم العير والأسيرين، وأخذ الغنيمة، وهى أول غنيمة غنمها أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم فى الإسلام" (١) ولم يعاتب الله تعالى أحداً على شئ من ذلك، فلو كان الفداء ممنوعاً لعتب (٢) .

وعلى ذلك فلا عتاب لسيدنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فى فداء الأسرى يوم بدر لعدم العتاب على أخذه، وأخذ الغنيمة، فيما سبق هذه الغزوة أولاً، هذا بالإضافة إلى أن اختيار أخذ الفداء يوم بدر، وقع من الصحابة رضى الله عنهم كما فى حديث تخيير جبريل عليه السلام.

على أن بعض الأئمة من الذين يرون أن فى الآية عتاباً، أخذاً بظاهر رواية مسلم المشار إليها (٣) رجحوا رأى الصديق رضى الله عنه بأخذ الفداء.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد اختلف السلف فى أى الرأيين كان أصوب؟ فقال بعضهم: كان رأى أبى بكر لأنه وافق ما قدر الله فى نفس الأمر، ولم استقر الأمر عليه، ولدخول كثير منهم فى الإسلام، إما بنفسه، وإما بذريته التى ولدت له بعد الوقعة، ولأنه وافق غلبة الرحمة على الغضب، كما ثبت ذلك عن الله تعالى فى حق من كتب له الرحمة" (٤) قالوا: وأما بكاء النبىصلى الله عليه وسلم، فإنما كان شفقة لنزول العذاب، لمن أراد بذلك عرض الدنيا، ولم يرد ذلك رسول اللهصلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر، وغيره من عليَّة أصحابه (٥) أ. هـ. والله أعلم.


(١) ينظر: السيرة النبوية لابن هشام٢/٢٥٥-٢٥٩ نص رقم ٧٠٥-٧٠٩، ودلائل النبوة للبيهقى٣/١٧-١٩، والدرر فى اختصار المغازى والسير لابن عبد البر ص٩٩،١٠٠، وتاريخ الطبرى٢/٤١٠-٤١٣.
(٢) ينظر: الشفا٢/١٦٠،١٦١، وشرح الزرقانى على المواهب٩/٤٩،٥٠.
(٣) يراجع: ص١٥٥.
(٤) فتح البارى٧/٣٧٧ رقم٤٠٢٢.
(٥) ينظر: زاد المعاد لابن قيم الجوزية٣/١١١.

<<  <   >  >>