للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأحمد صبحى منصور فيما أطلقه فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول وافتراء، والنبى صلى الله عليه وسلم منه براء، وتعليله بما علل به، تصيد لزلة من زلات أحد المفسرين الأعلام هو الزمخشرى؛ إذ قال فى تفسيره: "كان هذا ما حرمه الرسول على نفسه من ملك اليمين أو العسل زلة منه، لأنه ليس لأحد أن يحرم ما أحل الله، لأن الله عز وجل، إنما أحل ما أحل لحكمة ومصلحة عرفها فى إحلاله، فإذا حرم كان ذلك قلب المصلحة مفسدة" (١) .

قلت: وعد الزمخشرى رحمه الله، ظاهر التحريم فى الآية زلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعليله بما علل به، زلة من الزمخشرى نفسه.

وإليك تفصيل ذلك فى الجواب:

أولاً: قبل دفع هذه الشبهة، وما قاله الزمخشرى، وتبعه فيه خصوم السنة المطهرة، والسيرة العطرة، أذكر سبب نزول هذه الآية، حيث يوضح سبب النزول حقيقة ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه مما كان حلاله.

فأقول: وردت روايات فى صحيحى البخارى ومسلم، وتفيد أن ما حرمه صلى الله عليه وسلم على نفسه هو العسل، كذلك وردت روايات أخرى تفيد أن ما حرمه صلى الله عليه وسلم على نفسه هو وطء جاريته مارية رضى الله عنها (٢) . فلنذكر كلا منهما، لنعرف من الموازنة بينهما أيهما أصح، ولنعرف أيضاً أيهما أكثر توافقاً وانسجاماً مع ألفاظ هذه الآية، والآيات بعدها.

أ- حديث العسل:


(١) الكشاف ٤/٤٥٠.
(٢) هى: مارية القبطية، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسريته، وهى أم ولده إبراهيم ابن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية، لها ترجمة فى: أسد الغابة ٧/٢٥٣ رقم ٧٢٧٦، والاستيعاب ٤/١٩١٢ رقم ٤٠٩١.

<<  <   >  >>