للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وهكذا يتضح أن الحديث لا يتعارض مع أى آية من القرآن الكريم، بل آيات القرآن الكريم تؤيده نحو قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب. ومن شر النفاثات فى العقد. ومن شر حاسد إذا حسد} (١) فهذه السورة وسورة الناس، واللتين تسميان بالمعوذتين، نزلتا فى قصة سحره صلى الله عليه وسلم، كما جاء من حديث ابن عباس (٢) ومن حديث عائشة أيضاً ففيه من الزيادة أنه "وجد فى الطلعة تمثالاً من شمع، تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فنزل جبريل بالمعوذتين، فكلما قرأ آية انحلت عقدة، وكلما نزع إبرة وجد لها ألماً، ثم يجد بعدها راحة" (٣) حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنما نشط من عقال، أى من حبل كان مربوطاً به.

... وهنا قد يرد سؤال: إذا كانت عصمة الله وعنايته أحاطت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أثر فيه السحر؟.

... والجواب: لتتعلم الأمة كيف تعالج نفسها من السحر، إذا وقع لواحد من أبنائها شئ من السحر، وهو علاج من أربعة أمور وردت فى الحديث:


(١) سورة الفلق كلها.
(٢) أخرجه ابن سعد فى الطبقات الكبرى ٢/١٥٣، وسنده منقطع كما قال الحافظ فى تلخيص الحبير ٤/١١٠ رقم ١٧٢٣، وكذا فى فتح البارى ١٠/٢٣٦ رقم ٥٧٦٣، وأخرجه ابن مردويه موصولاً من طريق عكرمة عن ابن عباس، كما قال السيوطى فى الدر المنثور ٦/٧١٧.
(٣) أخرجه البيهقى فى دلائل النبوة ٧/٩٢ – ٩٤ وسنده ضعيف كما قال الحافظ فى تلخيص الحبير وفى فتح البارى فى الأماكن السابقة نفسها، وأخرجه ابن مردويه كذا فى الدر المنثور ٦/٧١٧.

<<  <   >  >>