للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٠

... ويجاب عن الشبهات السابقة بما يلى:

أولاً: نسبة القول بـ "أَهَجَر" إلى الفاروق عمر بن الخطاب، لا دليل عليه، إذ جميع روايات هذا الحديث تنفى هذه الكلمة إلى عمر رضى الله عنه. وإنما الذى جاء على لسان عمر فى جميع الروايات: قال ابن عباس: "فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله" (١) .

... أما لفظ "أَهَجَر" فجاءت جميع الروايات بنسبتها إلى بعض الحاضرين فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تحديد لأشخاصهم، قال ابن عباس: "فقالوا ما شأنه؟ أهجر! استفهموه" (٢) .

... فأين إذن ما يزعمه الرافضة من نسبة هذه الكلمة إلى سيدنا عمر رضى الله عنه؟.

إنه لا وجود لهذه النسبة إلا فى أذهانهم المريضة، وقلوبهم الممتلئة حقداً على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!.

ثانياً: ليس فى كلمة "أهجر" ما يعارض عصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عقله، وفى الوحي وتبليغ الرسالة، حال صحته، وحال مرضه يبين ذلك ضبط الكلمة المبين حقيقة المراد منها وهو سلب الهجر لا إثباته، وحاصل هذا الضبط فيما يلى:


(١) ينظر: تخريج حديث بحثنا، روايات البخارى أرقام ١١٤، ٤٤٣٢، ٥٦٦٩، ٧٣٦٦، وطريق من رواية مسلم رقم ١٦٣٧، وأحمد فى مسنده ١/٣٢٤، ودلائل النبوة للبيهقى ٧/١٨٣.
(٢) ينظر: تخريج حديث بحثنا، روايات البخارى أرقام ٣٠٥٣، ٣١٦٨، ٤٤٣١، وطريق من رواية مسلم رقم ١٦٣٧، وأحمد فى مسنده ١/٣٥٥، والبيهقى فى دلائل النبوة ٧/١٨١.

<<  <   >  >>