ب- أما السيرة العطرة: فتشهد أيضاً بعصمته صلى الله عليه وسلم من الصغائر فى أحواله كلها حيث لم يعلم عنه صلى الله عليه وسلم الوقوع فى صغيرة ولا الدنو من شئ منها، مع أن سبل النقل عنه صلى الله عليه وسلم أحصت كل حركة من حركاته، وكل قول من أقواله، فما ترك الصحابة رضى الله عنهم فعلاً من أفعاله، ولا قولاً من أقوله، دق أو جلَّ إلا نقلوه إلينا عنه، حتى أنهم وصفوا يقظته، ونومه، كما وصفوا حديثه وصمته، وقيامه وجلوسه، وسيره وركوبه وترجله وجميع شمائله، إلى غير ذلك مما هو مدون فى كتب الحديث والمشائل والمغازى والسير، لأنهم كانوا يرون ذلك تبليغاً عنه، وقد أمرهم صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه بقوله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع:"ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه"(١) .
(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض ٦/١٨٢ رقم ١٦٧٩، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب التوحيد، باب قال الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ١٣/٤٣٣ رقم ٧٤٤٧ من حديث أبى بكرة رضى الله عنه.