للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وقد يظهر الملك المتشكل فى صورة رجل للعيان، فيراه الناس ويسمعون كلامه للنبى صلى الله عليه وسلم، كما فى حديث جبريل المشهور الذى سأل فيه النبى صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة، ففى نهايته قال صلى الله عليه وسلم: يا عمر! أتدرى من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (١) . وعن ابن عمر قال: "وكان جبريل عليه السلام يأتى النبى صلى الله عليه وسلم فى صورة دحية" (٢) .

الحالة الثانية: أن يأتى جبريل فى صورته التى خلقه الله عليها، وهذه الصورة نادرة وقليلة، ولا يراها إلا النبى صلى الله عليه وسلم وحده، لأن غيره لا يطيق ذلك بل ربما النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يطيق ذلك، ولاسيما فى أول مرة وقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الملائكية التى خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، كل جناح قد سد الأفق. مرتين:


(١) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان... الخ ١/١٧٧ – ١٧٩ رقم١، والبخارى (بشرح فتح البارى) كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام... الخ ١/١٤٠ رقم ٥٠، وفى كتاب التفسير، باب إن الله عنده علم الساعة ٨/٣٧٣ رقم ٤٧٧٧.
(٢) هو: دحية بن خليفة الكلبى، أسلم قديماً، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها خلا بدر، وكان من أجمل الناس، توفى فى خلافة معاوية، له ترجمة فى: الاستيعاب ٢/٤٦١ رقم ٧٠١، وأسد الغابة ٢/١٩٧ رقم ١٥٠٧، ومشاهير علماء الأمصار ص٧٢ رقم ٣٨٠، والإصابة ١/٤٧٣ رقم ٢٣٩٥، والحديث أخرجه أحمد فى مسنده ٢/١٠٧ وذكر الحافظ فى الإصابة ٢/٣٨٥ أن النسائى أخرجه أيضاً بإسناد صحيح، وأخرجه ابن سعد فى ترجمة دحية ٤/٢٥٠، وإسناده، وإسناد أحمد صحيح كما قال فضيلة الدكتور عبد المهدى فى المدخل إلى السنة ص٦٨.

<<  <   >  >>