للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك البلاغ كله على وجه الكمال والتمام من يوم أن أنزل الله تعالى الرسالة، وكلفه بالبلاغ، بصدر سورة المدثر، {يا أيها المدثر. قم فأنذر} (١) فإنه من حينئذ قام بإبلاغ القرآن، وإبلاغ السنة على حد سواء، لا يألو فى ذلك جهداً ولا يدخر وسعاً، حتى أتم الله له الدين وقمع به المشركين والمبطلين.

تبليغه القرآن الكريم:

... أما تبليغه صلى الله عليه وسلم القرآن فقد قام بذلك استجابة لقوله تعالى: {وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً} (٢) أى: لتبلغه الناس وتتلوه على مهل لتكون ألفاظه ومعانيه أثبت فى نفوس السامعين (٣) .

... فقام بذلك حق القيام، فكانت له به عناية خاصة فى تعليمه وإذاعته ونشره، فهو يقرؤه لهم على مكث لو عده العاد لأحصاه، ترتيلاً كما أمر الله، ويسمعهم إياه فى الخطب، والصلاة، وفى الدروس والعظات والدعوة والإرشاد، وفى الفتوى والقضاء، ويدارسهم إياه فيسمع منهم ويسمعون منه، ومن لم يكن حاضراً لديه كأهل البلاد المختلفة، أرسل إليهم بعثات القراء ليعلموهم إياه ويفقهونهم به، كما هو معلوم من رسالته وسيرته وسننه (٤) .


(١) الآيتان ١، ٢ المدثر.
(٢) الآية ١٠٦ الإسراء.
(٣) ينظر: تفسير القرآن العظيم ٥/١٢٥، والتحرير والتنوير ١٥/٢٣١.
(٤) ينظر: مناهل العرفان فى علوم القرآن لمحمد الزرقانى ١/٢٤٠، والبرهان للزركشى ١/٢٣٣.

<<  <   >  >>